سيطرت تجارة المفرقعات والألعاب النارية، نهاية الأسبوع المنصرم، على تجارة باقي الألعاب بالمركز التجاري "درب عمر"، وانتقلت من "السرية" يومي الأربعاء والخميس، إلى "العلنية" يومي الجمعة والسبت.ويسيطر على سوق هذه التجارة "الممنوعة" شباب يحملون حقائب رياضية يتحركون بحذر وسط "درب عمر"، فيما يعيد بيعها أطفال وقاصرون.وانتشرت ظاهرة ترويج وبيع المفرقعات وسط الأطفال القاصرين على الخصوص، الذين يقتنون السلعة من شباب يحملون حقائب رياضية، يقتنونها بدورهم من تجار الجملة، من المهربين، ويجهل مصدرها، إذ هناك من يتحدث عن الحدود بين المغرب والجزائر، فيما أشار آخرون إلى شمال المغرب، وأكد البعض أنها تدخل عن طريق الميناء.ولا يقتصر زبناء تجار المفرقعات على الأطفال، الذين عادة ما يعيدون بيعها في عين المكان، أو بأحيائهم، بل هناك بعض الآباء والأمهات من الزبناء الذين يقدمونها "هدايا" لأطفالهم بمناسبة عاشوراء، رغم الحملات التحسيسية، التي تحذر من مخاطرها.وتتنوع ماركات المفرقعات، بأسماء غربية، أو مغربية جديدة، سهلة التداول، ولها دلالة مرتبطة بوظيفة "اللعبة"، إذ بين "الزيدانية" و"النحلة"، هناك "السيغار"، و"البوكيمون"، و"الطيارة"، و"النجوم"، وغيرها من الأسماء.وتعد "الزيدانية" الأخطر من ضمن تلك المفرقعات، إذ تحدث دويا وانفجارا شبيها بالمتفجرات، قالت مصادر ل "المغربية" إن اللعب بها تسبب هلعا وسط سكان الحي المحمدي، ظنا منهم أنه عمل إرهابي.وتعد "النحلة" الأقل خطرا، تصدر عنها نجوم نارية متنوعة الألوان، لكن تدخل بدورها في خانة المفرقعات النارية التي تروج بشكل علني، واللعب بها كاللعب بالنار، له ضحايا. والملاحظ أن "درب عمر" انقلب رأسا على عقب، في ظرف 48 ساعة، ما بين الأربعاء ونهاية الأسبوع، ليتحول إلى فضاء لترويج المفرقعات، سيطرت تجارتها على باقي اللعب الأخرى، ولم يحل وجود رجال الأمن، وسيارة الشرطة، وإيقاف مجموعة من الشباب والقاصرين، دون عودتهم إلى "الميدان"، واحتلال أطفال ويافعين ممرات وأزقة وشوارع "درب عمر"، لشراء وإعادة بيع المفرقعات، واللعب النارية.وقال شاب يقطن في منطقة بن جدية ، إن أخطر المفرقعات تلك التي يطلق عليها "الزيدانية"، ويتراوح ثمنها بين 50 و60 درهما، ويتحفظ مروجوها في الإعلان عنها، خوفا من الاعتقال، لخطورتها.أما ما يطلق عليه "النحلة" وتحمل اسم "بنغلاس إستريليتاس" فتروج بشكل علني، وتباع بثمن في متناول الجميع، 3 دراهم بالتقسيط، للمجموعة، التي تضم 12 وحدة، ويروجها أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و14 سنة، يقتنون الوحدة بدرهمين ونصف الدرهم.أما ثمن "السيغار" أو "ماجيكال شوت"، وطوله نصف متر، وتنبعث منه ألوان احتفالية مختلفة، فيتراوح ما بين 20 و25 درهما بالتقسيط.وهناك أنواع أخرى تروج في درب عمر، ويطلق عليها مروجوها أسماء تتناسب ودورها، فمن "الطيارة" إلى "بوكيمون" تختلف الأنواع والأثمان أيضا، إضافة إلى "القنبول"، من نوع "لابورال"، الذي يباع بخمسة دراهم للعلبة، التي تضم 12 وحدة. والحضور القوي للمفرقعات ورواجها في السوق المغربية، هذه السنة، يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة أن مصدرا مسؤولا أكد في وقت سابق ل "المغربية" أن وزارة التجارة الخارجية لم ترخص هذه السنة لأي مستورد بجلب المفرقعات، لأنها لم تتوصل بطلبات في الموضوع.والمفرقعات ليست مادة عادية حرة الاستيراد، يضيف المصدر، وإنما خاضعة لقانون ولا يمكن استيرادها دون طلب ترخيص وموافقة الوزارة، ولا فرق هنا بين مفرقعات عاشوراء الخاصة باللعب والديناميت، أو أخرى خاصة بالمناجم والصناعة، حسب المصدر ذاته، كل المفرقعات تشكل خطرا، وبالتالي فاستيرادها خاضع لتقنين صارم.