تحولت زنقة «ستراسبورغ» بدرب عمر خلال الأيام الأخيرة إلى وجهة لمجموعات من الشبان / اليافعين/الأطفال، من أجل اقتناء «المفرقعات»، التي أضحى صوتها المزعج حاضرا بشكل يومي داخل مختلف الأحياء، خاصة الشعبية منها . «تجارة» تجاوزت حدود السرية لتخرج إلى العلن بهذه الزنقة فيما يشبه سوقا مفتوحة! زبناء هذه «التجارة» يتشكلون في غالب الأحيان من الأطفال دون سن 15، يحملون حقائبهم الرياضية بهدف إعادة ترويجها. يقول طفل لا يتجاوز عمره11 سنة، صادفناه وهو يحاول إخفاء مقتنياته بجواربه : «نقتني هذه المواد لإعادة تسويقها بأحيائنا.. و المتحكمون في سوق المفرقعات شبان ينتشرون عبر فضاءات عديدة منها ستراسبورغ، وموحى أوحمو..». انتشار هذه الظاهرة وسط القاصرين ، على وجه الخصوص، يثير العديد من التساؤلات، كما أن امتدادها إلى الوسط المدرسي يرفع درجة التخوف لدى الآباء والأمهات، وذلك بالنظر للحوادث التي يتسبب فيها استخدام المواد الحارقة والشهب الاصطناعية ، وفي هذا السياق أشار مصدر طبي إلى تسجيل العشرات من الإصابات السنة الماضية، كان أخطرها على مستوى العين والتي تمس غالبا أطفالا لا يتجاوز عمرهم 10 سنوات، مضيفا أن حوالي 10% منها كانت خطيرة، تطلبت فترات علاج طويلة. هذا وتحدثت مصادر عن دخول هذه المواد عبر «المرْسى»، ومن شمال المغرب وشرقه.. وتتراوح أثمنتها ما بين 15 و 120 درهما، حسب جودتها وقدرتها على الانفجار، منها :«الغربية» أو «المحلية»، السهلة التداول، والتي غالبا ما تكون لها دلالة مرتبطة بوظيفة اللعبة، ك «الزيدان، الطيارة، النحلة، البوكيمون، السيغار، النجوم، الكرانادة (الأخطر)...» وغيرها من الأسماء التي بات عدد من الأطفال / اليافعين يحفظونها عن ظهر قلب ويتباهون بها بين أقرانهم! يقول (عبد الله، أب) : «إن هذه الظاهرة تشكل خطرا على عامة الناس، خاصة الفئات الصغرى التي تلعب بهذه المفرقعات الدخيلة علينا ...» ، .«نحن لسنا ضد لُعب الأطفال ، تقول (أم أحمد) ، لكن أن يتحول الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، فهذا ما يستدعي تدخل السلطات المعنية لمنع ترويج هذه المفرقعات». من جهته اعتبر (سعيد، تاجر لعب الأطفال)، «أن الإقبال على المفرقعات والمسدسات المائية...، يبقى كبيرا هذه الأيام، مقارنة مع لُعب أخرى» !!