لاتزال زنقة المعدن الشهيرة ب «الزاوية» بدرب غلف تشكل ملتقى لباعة اللحوم الحمراء والباحثين عن البروتينات من المستهلكين والتي أصبح ثمنها هذه الأيام يلهب جيوب البيضاويين. فغير بعيد عن «جوطية» درب غلف الشهيرة ، يزدهر نشاط من نوع آخر، يتعلق بتجارة لحوم الذبيحة السرية، حيث يُشرع منذ الصباح الباكر في إعداد المحلات وتعليق السقائط بالواجهة قبل البدء في تقطيعها وتلبية رغبات الزبائن الباحثين عن لحوم تناسب أثمنتها ميزانيتهم المنهكة ، علما بأن غالبيتهم من ذوي الدخل المحدود!! حركة غير مألوفة تثير المار من فضاء زنقة الزاوية: سكاكين، سواطير، و بذلات بيضاء نالت منها بقع الدم الكثيفة.. يعمل «جزارو» الزاوية على تقديم اللحوم الحمراء للزبناء، و«التي لا تخضع لمساطر السلامة الصحية، يقول بعض المواطنين، على اعتبار أنها لا تمر عبر المجزرة البلدية، ومن ثم لا تخضع للمراقبة البيطرية سواء قبل ذبحها أو بعد عرضها، وهو ما يطرح مجموعة من علامات الاستفهام»»؟! «نشاط اقتصادي كامل، من الذبح (داخل المنازل) إلى البيع، يعود إلى عقود بعيدة، يلقى إقبالا ملموسا من طرف الزبناء ، سواء تعلق الأمر ببعض القاطنين بالمنطقة والمناطق المجاورة، أوالقادمين من أحياء بعيدة، والذين تغريهم الأثمنة المناسبة مقارنة مع ماهو محدد في محلات الجزارة القانوية المتواجدة بالأسواق البيضاوية وغيرها» يقول أحد المواطنين ممن صادفناهم بهذه الزنقة. «عملية الذبح تتم في سرية تامة ، فبعد شراء المواشي من خارج المدينة، خاصة من الأسواق الأسبوعية المتواجدة بضواحي المدينة ك «تيط مليل» و«احد السوالم»، يتم نقلها، حسب مصادر من المنطقة، خلال الساعات الأولى للصباح، وحجزها بداخل أقبية للمنازل قبل ذبحها ونقلها صباحا إلى بعض المحلات التي لاتبعد سوى بأمتار قليلة، حيث يتم نقلها على الأكتاف دون أن تخضع لأي مراقبة بيطرية، وذلك رغم إحداث مجزرة بلدية بجميع المواصفات بمنطقة سيدي عثمان كلفت ملايين الدراهم، إلا أن غالبية الذبائح مازالت تتم خارجها في ظروف غير صحية». هذا وأعرب عدد من السكان عن تذمرهم من الحالة التي تعيش على وقعها فضاءات زنقة الزاوية يوميا نتيجة استمرار هذا النشاط وما يخلفه من روائح كريهة وانتشار بعض الحشرات، اضافة إلى انتشار المياه الممزوجة بدماء ومخلفات الذبائح . ورغم التذمر الذي يبديه بعض السكان من هذه الظاهرة، فإن هناك فئة أخرى لا ترى في تواجد هذا النشاط أي إضرار ، خاصة من ذوي الدخل المحدود، نتيجة عدة اكراهات تحتمها الظروف الاقتصادية والاجتماعية لأغلب الأسر بهذه المنطقة الشعبية .