أنا فتاة عمري 28 سنة وقد تزوجت من أحد أقاربي في أميركا وهو رجل متعلم ومثقف ويحترم المرأة، والأهم أنه يحبني وقد عشت معه أياما حلوة ونحن في الغربة، فكان لي الزوج والاهل والوطن...أحببته جدا ومع الايام اثبت لي انه الرجل الحلم....ثم جاء القدر بما يخبئ لنا وحصلت مشاكل بين عائلتينا في اليمن وكشّر الشر عن انيابه وأستغلت اختي الكبرى التي هي محور المشكلة هناك، وتطور الامر الى ان طلب مني أهلي ان أترك زوجي واعود اليهم وقد أغروني بأني يجب ان أعاود اكمال دراستي الجامعية التي تركتها بعد الزواج.. رغم ان زوجي منحني كل شئ وساعدني على الدراسة وفق القانون الاميركي بعد معادلة شهادتي الاولية.. إلأ ان أختي الكبرى لها تأثيرا كبيرا على قراراتي فعمتني عن الحق وصدقت وعودها بان اعود واكمل دراستي في صنعاء لان ذلك أسهل وأكثر ضمانا، واصبحت التلفونات التي تحرضني على زوجي لا تعد ولا تحصى وكان زوجي يعلم باسباب المشاكل بين العائلتين وفضل عدم التدخل في الوقت الحاضر لانه منشغل في مشاريع والتزامات كثيرة من جهة ثم انه ترك الامور لكبار السن وحكمتهم لكي يتدخلوا.قال لي: مادامت حياتنا حلوة انا وانت فلا تعكريها ولا تلتفتي لكلام اختك لان القيل والقال ليس من حياتي وانا احب اهلك واهلي فلا نغضب احدا..ثم اننا لم نكن طرفا في اي مشكلة مع اهلينا. وبلحظة غضب أعمى، وبتحريض من اختي، قررت ترك زوجي والعودة إلى اليمن، رغم توسلاته وتألمه واستغرابه وخوفه علي، لكنه رغم ذلك رتب سفري ورحلت بعد ان هددته بالانتحار ان لم يرسلني الى اهلي..لقد نبهني بان سفري سيهدد حياتنا الزوجية. بعدها لم يتصل بي زوجي وكان شرطه هو ان اتحرر من تأثير الآخرين وقراراتهم وان امنعهم من التدخل في حياتنا الخاصة لانه رجل مؤمن ويخاف الله سبحانه وتعالى ولا يحتاج لوصية احد...انا ضعيفة الشخصية واختي الكبرى لا تريدني ان اعود لزوجي رغم اني أحبه، وهي تسيطر وتحرك امور حياتي وانا ارى ان بيتي يتهدم دون ان افعل شئ للحفاظ عليه.. ارشدوني رجاء عزيزتي الحارة، ندمك على ما صدر منك في لحظة "غضب أعمى" يجب أن يترجم عمليا وبشكل سريع لتجنب التداعيات السلبية للقضية، والتي ساعدت عليها ظروف الغربة والبعد عن الأهل، واليوم وبعد ندمك، يجب أن تكون عندك الشجاعة الكافية لاتخاذ قرار العودة إلى الزوج من دون أي تأخير. المطلوب الاتصال بزوجك فورا، والاعتذار له عما صدر منك، وترتيب أمور السفر بعيدا عن ضغوط الأهل، الذين لم تعد لهم سلطة عليك بعد الزواج. كل ماتحتاجين إليه هو جرعة قوية من الإرادة والتحدي، تجعلك تستعيدن توازنك لتقولي لا، لمن يريد هدم بيتك، وتخريب علاقتك الزوجية المقدسة، وإبعادك عن شريك حياتك الذي آلمه فراقك، وهو رجل أبيّ لايرضى لنفسه أن يكون ضعيفا أمام امرأة رفضت توسلاته وتألمه واستغرابه، وقررت ترك البيت رغم مايعني ذلك من تجاوز لحقوقه الزوجية.ياحبذا لو تتعلمي من هذه التجربة المرة أهمية الإصلاح بين الناس، وأن تسعي إلى ذلك، خاصة بين الأهل، وهذا سيساعدك كثيرا في بناء شخصيتك، وسيمنحك القدرة على تجاوز مثل هذه المشاكل في المستقبل.نتمنى أن تنعمي بحياة سعيدة إلى جانب زوجك الوفي.عن الخيمة