المديرية العامة للضرائب تدعو إلى التسوية الطوعية للوضعية الجبائية للأشخاص الذاتيين    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    الفقيه أحمد الريسوني... الهندوسي: عوض التفكير المقاصدي، الرئيس السابق للإصلاح والتوحيد يخترع الخيال العلمي في الفقه!    العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية    اكتشاف جثة امرأة بأحد ملاعب كأس العالم 2030 يثير الجدل    البطولة الوطنية.. 5 مدربين غادروا فرقهم بعد 15 دورة    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي من 26 إلى 28 دجنبر بالأردن    الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تصعد رفضها لمشروع قانون الإضراب    تعاونيات جمع وتسويق الحليب بدكالة تدق ناقوس الخطر.. أزيد من 80 ألف لتر من الحليب في اليوم معرضة للإتلاف    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    "الاتحاد المغربي للشغل": الخفض من عدد الإضرابات يتطلب معالجة أسباب اندلاعها وليس سن قانون تكبيلي    الحبس موقوف التنفيذ لمحتجين في سلا    وكالة بيت مال القدس واصلت عملها الميداني وأنجزت البرامج والمشاريع الملتزم بها رغم الصعوبات الأمنية    مقتل 14 شرطيا في كمين بسوريا نصبته قوات موالية للنظام السابق    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    حزب الأصالة والمعاصرة يشيد بإصلاح مدونة الأسرة ويدعو إلى تسريع المصادقة عليه    حلقة هذا الأسبوع من برنامج "ديرها غا زوينة.." تبث غدا الجمعة على الساعة العاشرة    "التجديد الطلابي" تطالب برفع قيمة المنحة وتعميمها    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    "ال‬حسنية" تتجنب الانتقالات الشتوية    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    صناعة الطيران: حوار مع مديرة صناعات الطيران والسكك الحديدية والسفن والطاقات المتجددة    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    حملات متواصلة لمحاربة الاتجار غير المشروع في طائر الحسون أو "المقنين"    الحكم على 13 عضوا من مناهضي التطبيع ب6 أشهر حبسا موقوفة التنفيذ    تدابير للإقلاع عن التدخين .. فهم السلوك وبدائل النيكوتين    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    بيت الشعر في المغرب ينعي الشاعر محمد عنيبة الحمري    سنة 2024 .. مبادرات متجددة للنهوض بالشأن الثقافي وتكريس الإشعاع الدولي للمملكة    الممثل هيو جرانت يصاب بنوبات هلع أثناء تصوير الأفلام    الثورة السورية والحكم العطائية..    اعتقال طالب آخر بتازة على خلفية احتجاجات "النقل الحضري"    كيوسك الخميس | مشاهير العالم يتدفقون على مراكش للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة    الصين: أعلى هيئة تشريعية بالبلاد تعقد دورتها السنوية في 5 مارس المقبل    الإعلام الروسي: المغرب شريك استراتيجي ومرشح قوي للانضمام لمجموعة بريكس    "البام" يدعو إلى اجتماع الأغلبية لتباحث الإسراع في تنزيل خلاصات جلسة العمل حول مراجعة مدونة الأسرة    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    الضرورات ‬القصوى ‬تقتضي ‬تحيين ‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لتدبير ‬المخاطر    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    التوجه نحو ابتكار "الروبوتات البشرية".. عندما تتجاوز الآلة حدود التكنولوجيا    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    "الجديدي" ينتصر على الرجاء بثنائية    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النهج الديمقراطي و قضية الصحراء الغربية
نشر في أسيف يوم 28 - 01 - 2007

يتعرض النهج الديمقراطي في الأيام الأخيرة لهجمات من مختلف الجهات، يمينا و... "يسارا" ولا يمكن تفسير هذا الهجوم إلا بالدور النضالي الطليعي الذي يقوم به مناضلو النهج في مختلف الجبهات ضد التكتل الطبقي السائد: سياسيا و حقوقيا و اقتصاديا و ثقافيا. و قد عشنا في تاريخنا ك " إلى الأمام" و ك"النهج الديمقراطي" هذا النوع من الانتقادات،مخزنية ( لا أتحدث عن الجانب القمعي المباشر) تارة و "رفاقية" تارة أخرى. فقد تهجم علينا، و باسم "الماوية" المناضل احمد حرزني ابتداءا من خريف 1970 و اعتبرنا إصلاحيين لأننا قبلنا العمل في المنظمات الجماهيرية القانونية، ثم تهجم علينا جمال البراوي باسم " التروتسكية" في أواخر السبعينات، و اعتبرنا محمد مجاهد ( رئيس الحزب الاشتراكي الموحد حاليا) في بداية الثمانينات باليمينين و الإصلاحيين و ذلك
باسم "القاعديين الحقيقيين"، و لائحة الأمثلة طويلة يمكن الرجوع إليها عند الضرورة. و قد انقلبت الآية في المدة الأخيرة واتهمنا جمال البراوي بالعمالة للبوليزاريو و باللاوطنية و تحدث في الأيام الأخيرة عن " خرافة الحريف" حول قضية الصحراء الغربية. وقد اتحد اليميني و "اليساري" على "تخيين" ( من الخيانة) "النهج الديمقراطي" باسم "مغربية الصحراء" يمينا و باسم " حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره" "يسارا". يتهم المخزنيون النهج الديمقراطي بسلوك سياسة التصعيد اجتماعيا( عبر التنسيقيات لمناهضة الغلاء) وحقوقيا ( عبر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي ترفض الطريقة التي تتعامل بها الدولة في ميدان الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان)و نقابيا ( عبر تجنيد القطاعات، مثل الفلاحة، للدفاع عن حقوق العمال و الفلاحين الفقراء)... و يتهم البعض ( و عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد) و باسم " اليسارية الصافية" النهج الديمقراطي بالإصلاحية و التحريفية الجديدة لأنه قبل العمل داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و داخل ا.م.ش و داخل ك.د.ش و داخل الجمعيات الامازيغية و الثقافية...و يلتقيان الطرفان من جهة أخرى، و رغم اختلاف المنطلقات ، في تخيين هذا الأخير ( في قضية الصحراء) و هذا ما يذكرنا بالفتاوى التي تحلل قتل المرتدين. إن اعتبار المناضلين خونة هو بمثابة خطوة أولية على طريق استعمال الخناجر و السيوف لحسم الخلافات بين "المناضلين الصافين" و الخونة. و هذا نوع جديد من الأصولية. النهج الديمقراطي و نضال الشعب الصحراوي المشروعتشكل أسس موقف النهج الديمقراطي من قضية الصحراء الغربية استمرارية لأسس موقف الحركة الماركسية اللينينية المغربية عامة و موقف منظمة "إلى الأمام" خاصة، فالموقف لم و لن يتغير مهما كانت الظروف، لأنه موقف مبدئي و دافع عليه مناضلي " إلى الأمام" الذين يشكلون اليوم العمود الفقري للنهج الديمقراطي في اصعب الظروف ( في الساحة النضالية، في المعتقلات السرية وفي المحاكمات و داخل السجون...). فمناضلو النهج غير محتاجين للدروس في هذا الميدان. و يمكن الرجوع للتاريخ عند الضرورة. فما هي أسس و موقف النهج الديمقراطي؟ يمكن تركيزها في النقط الآتية: - هناك شعب في الصحراء الغربية مستعمر منذ حوالي قرنين من الزمن.- بعد الاستقلال الشكلي للمغرب و في إطار خريطة علال الفاسي التي تحد "المغرب" جنوبا بنهر السنغال اعتبر النظام موريطانيا جزءا لا يتجزأ من "المغرب" و نشأ وزارة موريتانيا و لم يعطي أية أهمية للصحراء الغربية المحتلة من طرف إسبانيا. و كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في إطار توصياتها المتعلقة بتصفية الاستعمار تشير إلى ضرورة تمتيع الشعب الصحراوي بحقه في تقرير مصيره.- في آخر الستينات و بداية السبعينيات بدأ أبناء الصحراء الغربية ( من الجيل الجديد) ينتظمون فيما بينهم و يعقدون لقاءات مع القوى السياسية المغربية من اجل دعم حركتهم التحررية الفتية على غرار ما فعلته جبهة التحرير الوطني الجزائرية إبان كفاحها ضد الاستعمار الفرنسي، و ما فعلته الحركة الوطنية المغربية من قبلها عندما طلبت دعم مصر الناصرية. و موازاة مع التحرك الدبلوماسي كان الشعب الصحراوي يخوض نضالا مريرا في الصحراء الغربية ضد المستعمر الإسباني ( نذكر فقط بانتفاضة مدينة العيون في يونيو 1970)- كان جواب عبد الرحيم بوعبيد و عبد الله ابراهيم و علي يعته و محجوب بن الصديق على طلب المناضلين الصحراويين ( بقيادة الشهيد الوالي)هو الذهاب إلى وزارة الداخلية لطرح آرائهم. لم يجد المناضلون الصحراوييون إلا دعم الماركسيين اللينيين المغاربة و الذي بقي متواضعا و مبدئيا أكثر منه فاعلا (إذا استثنينا الإضراب العام الذي خاضه جميع طلبة الكليات و المدارس و المعاهد العليا احتجاجا على زيارة لوبيز برافو وزير الخارجية الإسباني للمغرب من أجل التفاوض-التآمر على حساب حقوق الشعب الصحراوي و خبراته و ذلك يوم 4 مايو 1970 ) نظرا لإمكانياته المتواضعة ، هذا من جهة،و للقمع الشرس المتسلط عليه من جهة ثانية، هذا القمع الذي شمل المناضلين الصحراويين خصوصا في إقليم أكادير و الذي اشتد ابتداء من 1972 . - كان تعاملنا مع المناضلين الصحراويين كصحراويين و ليس كمغاربة أو ما يشبه ذلك، و من النقاشات التي دارت بيننا هناك نقاشات تمحورت على الجانب النظري: لماذا لا يتبنون الفكر الماركسي كسلاح نظري يضيء طريقهم التحرري، و كان جوابهم يدور حول "التشكيلة الاجتماعية الصحراوية المعقدة" و حول حركتهم كحركة تحرر و طني تهم مختلف الفئات الاجتماعية. و هذا ما عبروا عنه في ندوة سياسية و فكرية بكلية الأدب بالرباط ربيع 1971 و في لقاء شخصي ( و بصدفة) مع الشهيد الوالي و مناضل صحراوي آخر بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس أسابيع بعد ندوة الرباط.- عبرت الحركة الطلابية المغربية و من خلالها الحركة الماركسية المغربية بمختلف مكوناتها ( باستثناء رفاق احمد حرزني الذين قاطعوا المؤتمر الخامس عشر) عن موقفها عن ما يجري في المنطقة بالتنصيص على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه. أما تقرير المصير على أساس الاستفتاء الحر و النزيه فقد جاء في إطار الصراعات الدبلوماسية و في إطار" التنازلات" الشكلية بين الأطراف المتصارعة. إن قبول مبدأ الاستفتاء من طرف شعب محتل يبقى تكتيكيا مرحليا. لقد اعتمد النظام المغربي و كل القوي الشوفينية في بداية الأمر شعر " الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب و غير قابل لأية مساومة" ووجه هذا الطرح من طرف الصحراويين بشعار " لا بديل عن الاستقلال"، تطور موقف النظام إلى قبول " مبدأ الاستفتاء" و ذلك بمؤتمر نيروبي 1981، وتبنى الصحراويين موقف " حق تقرير المصير للشعب الصحراوي من خلال الاستفتاء الحر و النزيه لا يشارك فيه إلا الصحراويين الحقيقيين"، و أمام عجز النظام على إقحام آلاف المغاربة في لوائح " الاستفتاء" تراجع إلى الوراء ليتحدث عن "الاستفتاء التأكيدي" ثم تراجع في الأخير عن فكرة الاستفتاء الذي اقتنع أنه لن يكون لصالح الطرح الشوفيني، وكان رد فعل جبهة البوليزاريو هو الإعلان عن التشبث ب" الاستفتاء النزيه و الحر" و يشكل هذا موقفا سديدا، دبلوماسيا، نظرا للتوصيات المجتمع الدولي التي ترتكز على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بواسطة الاستفتاء الحر و النزيه ، و نظرا لتبني النظام المغربي لمبدأ الاستفتاء قبل التراجع، و قد خسر بهذا التراجع معركة دبلوماسية.يجب التذكير هنا بان جل الشعوب التي ناضلت من أجل استقلالها قد كانت ترفض طريقة الاستفتاء لتحديد مصيرها. كان ممثلو تلك الشعوب يطالبون بالمفاوضات مع المحتلين من أجل ترتيب عملية الرحيل و ما يترتب عنه. ففي العقود الأخيرة عايشنا استفتاءين: استفتاء جزيرة مايوط الأفريقية التي صوت أغلب سكانها لصالح البقاء في أحضان المعمر الفرنسي بدل الاستقلال، و استفتاء التيمور الشرقية التي صوت سكانها لصالح الاستقلال عن اندونوسيا. إن الجوهر هو حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها و من هناك يختار قادتها الوطنيون الطرق المناسبة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي. ما هو موقف النظام في الوقت الراهن؟ يرفض النظام المغربي مبدأ حق تقرير المصير، و هذا شيء عادي و قديم، و يرفض الاستفتاء الذي سبق و أن وافق عليه.و حتى بصيغته " التأكيدي"، وأخرج من جعبته " الحل المبني على الحكم الذاتي" و هيكل "ا لمجلس الملكي للشؤون الصحراوية" لترويج هذه البضاعة الجديدة القديمة و جند القوى الشوفينية و بعد عملائه الصحراويين للقيام بجولات عبر العالم "لتفسير محتوى المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي". و مازال النظام المغربي يتشبث بأطروحته التي تعتبر أن مشكل الصحراء مشكل مصطنع من طرف الجارة الجزائرية التي يجب أن تتفاوض كطرف أساسي في النزاع مع الحكومة المغربية . ما هو موقف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب، ممثل الشعب الصحراوي؟ رفضت الجبهة " مقترح النظام المغربي" و الذي يدخل في استراتيجية الضم القسري للصحراء الغربية و القضاء على الكيان الصحراوي، و تشبثت الجبهة بموقف حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بواسطة الاستفتاء الحرو النزيه و الذي لن يؤدي عمليا إلا إلى الاستقلال في الظروف الراهنة. ما هو موقف النهج الديمقراطي؟ أسس الموقف لم تتغير عن أسس موقف منظمة "إلى الأمام": حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره على أساس الشرعية الدولية.و قد أغني هذا الموقف بضرورة الحل المتفاوض عليه لتفادي ويلات الحرب لشعوب المنطقة.... إن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه يبقى في جميع الأحوال المرجعية الثابتة لمواقفنا السياسية في إطار الصراع داخل المغرب، و أنا شخصيا لا أرى ضرورة الخوض في نقاش الطريقة التي تحقق هذا الهدف، فمن حق الجبهة الشعبية أن تقبل في إطار الصراع و في إطار موازين قوى معينة الاستفتاء و من حقها أن ترفض الاستفتاء و تناضل من أجل الاستقلال بدون شروط و هذه هي الطريقة التي سلكتها جل الشعوب المستعمرة... ما هي طبيعة المبادرة الأخيرة للنهج الديمقراطي؟تدخل المبادرة الأخيرة للنهج الديمقراطي و التي تخدم موقفه العام المبني على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه في إطار فضح المبادرة الرسمية للحكم المغربي. كيف؟ لقد طرح الحكم المغربي مدعما في ذلك بمختلف القوى الشوفينية "أن الحل النهائي لقضية الصحراء المفتعلة من طرف الجزائر يمر عبر الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية المغربية و وحدته الترابية" و أعاد تشكيل مجلسا من الأعيان و العملاء الصحراويين البعيدين كل البعد عن المطامح الحقيقية للشعب الصحراوي بقيادة خالي هنا ولد رشيد أحد خدام النظام المستفيدين من الاحتلال. هذه المناورة الجديدة قوبلت بالرفض من طرف الجبهة الشعبية و المناضلين الصحراويين في الصحراء و من طرف المتواجدين منهم بالمغرب. في إطار هذه المعطيات الجديدة يمكن للنهج الديمقراطي أن يردد من جديد، موقفه المبدئي و المتجلي في حق تقرير المصير و يوفر علي نفسه الهجوم اليميني و الهجوم " اليساري" و الذي لا يتعدى في الواقع موقف المتفرج و لا يقدم شيئا جديدا لقضية الشعب الصحراوي. إن النهج وبعد ندوة وطنية حول قضية الصحراء التي انعقدت في ربيع 2006 و بعد مجلسه الوطني المنعقد في يونيو 2006 و بعد دورة لجنته الوطنية التي انعقدت في 18 نونبر 2006، توصل إلى تحديد الإطار العام لمبادراته في قضية الصحراء و التي لا تشكل المبادرة الأخيرة إلا الأولى من تلك المبادرات. و تتلخص هذه المبادرة في رسالة مفتوحة موجهة إلى الدولة المغربية و الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب من أجل الجلوس للتفاوض على أساس الشرعية الدولية و أنه مستعد، رغم تواضع إمكانياته، للعب دور إيجابي لانجاح هذه المفاوضات. لقد حدد النهج و بشكل رسمي طرفي الصراع: الحكم المغربي و الشعب الصحراوي، و حدد طرفي التفاوض: الدولة المغربية و الجبهة الشعبية كممثل وحيد للشعب الصحراوي ضاربا بذلك أطروحة " الحل يمر عبر التفاوض بين المغرب و الجزائر التي افتعلت المشكل و أن البوليزاريو عبارة عن مجموعة من المرتزقة تحركها الأجهزة العسكرية الجزائرية"، كما حدد أسس المفاوضات في الشرعية الدولية التي تدخل صراع الصحراء في إطار عملية تصفية الاستعمار على أساس حق تقرير المصير، و هذا ما يضرب في الصميم طرح " الحكم الذاتي" التي ترفضه الجبهة الشعبية، و في الأخير يطرح النهج استعداده للعب دور إيجابي في إنجاح هذه المفاوضات و ذلك رغم محدودية إمكانياته. أين المشكل؟ فعلا، إن النهج ليس بدولة و لا بقوة كبيرة ضاغطة يمكن لها قلب موازين القوى بشكل نهائي لحل نهائي لكن باسم أي مبدأ يمكن رفض مبادرة النهج الديمقراطي؟ لا يجب أن ننسى أو نتناسى ما يقوم به النهج لتطويق و فضح سياسة النظام في المنطقة: لقد وجهت شبيبة النهج دعوة لشبيبة الجبهة الشعبية لحضور الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها الأول بالرباط و قرئت كلمة الشباب الصحراوي و تعد هذه المرة الأولى التي يعبر فيه الأشقاء الصحراويين علانية وأمام المئات من الحاضرين عن مواقفهم بدون إحراج يذكر. بطبيعة الحال تم ذلك بقرار الكتابة الوطنية المتهمة بالخيانة للقضية الصحراوية (؟؟ !! ) كما أن مناضلي النهج الديمقراطي، بمن فيهم أعضاء الكتابة الوطنية، يساهمون
في فضح الخروقات و الانتهاكات التي ترتكبها الدولة المغربية في حق أبناء الصحراء و ذلك من خلال منتدى الحقيقة و الإنصاف و من خلال الجمعية المغربية لحقوق الإنسان... ان ترديد شعار " حق تقرير المصير" من طرف كمشة من المناضلين المغاربة لن يقدم كثيرا قضية الشعب الصحراوي داخل الجماهير الشعبية المغربية. المطروح هو إيجاد طرق ملائمة لنشر الوعي داخل الشعب المغربي يؤدي إلى إمكانيات ملموسة لتطويق الموقف الشوفيني و تضغط في اتجاه الرحيل العسكري و الإداري و المدني المغربي من الصحراء الغربية. كيف؟1 بفضح الأوهام التي زرعتها القوى الشوفينية داخل عدد من الفئات و الشرائح الاجتماعية المحرومة حول إمكانيات حل مشاكلها بخيرات الصحراء الغربية. يجب فضح الأسس المادية للشوفينة. ان الشوفينية و العقليات التوسعية و الاستعمارية لا تنزل من السماء و لا تولد مع الإنسان.2 القيام بعملية واسعة لشرح الانعكاسات الكارثية لحرب الصحراء ، اقتصاديا و اجتماعيا، على الشعب المغربي. و هذا ما يفعله مناضلي النهج في ندوات و محاضرات تحليلية نقدية لميزانية الدولة حيث يبرزون حصة الأسد المخصصة للجيش و الداخلية و القصر و ذلك على حساب القطاعات الاجتماعية كالتعليم و الصحة و الشغل و الثقافة....3 تهيئ شروط ملائمة للضغط على الحكم لتغيير موقفه و ذلك بإمضاء عرائض و تنظيم وقفات... عمومية، و هذا غير ممكن في غياب وعي الجماهير بالربط بين الوضع في الصحراء و المشاكل التي تتخبط فيه هذه الجماهير. يجب أن يفهم الشعب المغربي أن الوضع في الصحراء يزيده فقرا في الوقت الذي تراكم عبره زمرة من الأطر العسكرية و المدنية المغربية و كمشة من العملاء "الصحراويين" ثروات خيالية. إن الصحراء بقرة حلوب بالنسبة للبعض و مصدر الفقر و الحرمان و الاضطهاد بالنسبة للآخرين. هذا ما يجب أن يوضح للمواطن المغربي عبر التحليل المرقم و ليس فقط عبر الشعارات الفوقية التي لن تغير شيئا كثيرا في الواقع والتي تصدر كفتاوى من المقاهي و الحانات، داخل المغرب و خارجه. أولويات النهج الديمقراطي والقضية الصحراوية إن أولوية الأولويات بالنسبة للشعب الصحراوي هو النضال من أجل فرض حقوقه الوطنية المشروعة كشعب عبر حقه المبدئي و المطلق في تقرير مصيره بنفسه. يشكل الوضع في الصحراء الغربية بالنسبة للنهج الديمقراطي قضية اهتمام كبير لكن ليس بالدرجة التي تجعلها أم الأولويات. إن مهامنا الرئيسية في الوقت الراهن مرتبطة بطبيعة التناقضات الطبقية للتشكيلة الاجتماعية المغربية.إن ما يحدد حاليا التحالفات السياسية في الواقع المغربي ليس الموقف من قضية الصحراء الغربية العادلة لكن الموقف من التكتل الطبقي السائد ( اجتماعيا) و من النظام السائد و من يدور في فلكه (سياسيا). إن اختلاف في الآراء حول الصحراء يبقى جد ثانوي في نضالنا اليومي مع حلفائنا و أصدقائنا داخل تجمع اليسار أو خارجه. إن ما يحرك الصراعات ( السياسة و الاقتصادية بالخصوص ) داخل المغرب في الوقت الراهن تبقى مرتبطة بالصراع الطبقي الداخلي.لماذا لا يتدخل النظام لقمع "دعاة الانفصال"؟ إن المناضلين الصحراويين يتعرضون يوميا للقمع و الاضطهاد في الصحراء و داخل التراب المغربي. أما موقف النظام من النهج الديمقراطي فهو مرتبط بالظرفية السياسية التي تجتازها البلاد. إن صحة الخط السياسي للنهج الديمقراطي و سدادة مبادراته تجيد تفسيرها في مبدأ " التحليل الملموس للواقع الملموس". إن الوضع السياسي السائد حاليا و أهمية تواجد النهج الديمقراطي في ساحة الصراع وتعدد تنوع العلاقات التحالفية التي تربطه بالقوى الفاعلة في الصراع و الوضع الدولي السائد، كل هذا لا يمكن أن يسمح للنظام بالهجوم بشكل واسع على النهج الديمقراطي، خصوصا و انه يعرف جيدا أن مناضلي النهج "إلى الأمام" ليسوا بقنيصة(gibier) سهلة. لماذا التركيز على الرفيق عبد الله الحريف؟يتحدث، يمينا، جمال البراوي على "خرافات الحريف حول تقرير المصير" و يتساءل هو و أمثاله عن الأسباب التي تجعل " الدولة مكتوفة الأيادي أمام دعاة الانفصال في الداخل" و يعد هذا نداءا للأجهزة القمعية للتدخل لإسكات صوت أمثال الحريف، هذا من جهة، و من جهة أخرى، و" يسارا"، هناك من "يخين" ( من الخيانة) أي يكفر في لغة الأصوليين الحريف متهما إياه بخيانة قضية الشعب الصحراوي و يعني هذا أن لغة النقاش و الحوار الرفاقي لم تعد ممكنا مع "الخونة". بطبيعة الحال شخص الرفيق الحريف لا تهم كل هؤلاء، الحريف مستهدف ككاتب و طني للنهج الديمقراطي و بالتالي المستهدف الحقيقي هو النهج الديمقراطي و النهج الديمقراطي مكون، تنظيميا، من المناضلين. و خلاصة الكلام تتلخص في كون " ترهات و تهديدات اليمين و " اليسار" و كل الحقودين تستهدف مناضلي النهج المتواجدين في جل جبهات الصراع ضد الحكم. فمن هو الحريف عبد الله حتى "يستحق" كل هذه الكراهية المزدوجة؟ كان الحريف إطارا في " مكتب التنمية الصناعية" التحق بمنظمة " إلى الأمام" و ساهم في تمويل أنشطتها بكل ما وفر لشراء منزل خاص التحق بالعمل السري كمحترف ثوري في الوقت الذي فضل العشرات من المناضلين الاتحاديين و الماركسيين اللجوء إلى الخارج هروبا من الاعتقال و من صعوبة العمل في السرية. اعتقل الحريف و برهن عن الصمود أمام مختلف أساليب التعذيب. ساهم الحريف، من داخل السجن، و بشكل فعال في إعادة بناء منظمة "إلى الأمام" شكل الحريف و مجموعة 26، من داخل السجون، الدعامة الأساسية لإصدار جريدة " الأفق" ابتداء من أواخر الثمانينات، هذه الجريدة التي لعبت دورا أساسيا في إعادة الأمل للمئات من المناضلين المشتتين عبر البلاد و ساهمت بشكل مهم في إعادة الاعتبار للفكر الماركسي اللينيني في وطننا. و قد لعبت مجموعة من المناضلين "العاديين"، و رغم وضعيتهم الاجتماعية الصعبة، و قلة تجربة أغلبيتهم، دورا رائدا في إنجاح تلك التجربة الرائعة. كان عبد الله الحريف آخر من خرج من السجن المركزي بالقنيطرة من المجموعات الاتحادية و الماركسية نظرا لدوره في المساهمة من داخل السجن في إعادة البناء لمنظمة " إلى الأمام" و نظرا لرفضه لأية مساومة في قضية الصحراء الغربية: استدعي إلى مكتب مدير السجن و طرح عليه ( بحضور وفد غريب عن العاملين بالسجن) ضرورة تغيير الموقف من قضية الصحراء الغربية فرفض و رجع إلى الزنزانة متحديا الزبانية. بعد خروجه من السجن لم يهرول الحريف و راء التعويض، رغم أن من حقه كضحية أن يطلب بتصحيح وضعيته الإدارية في المكتب العمومي الذي كان يشتغل فيه. و المعروف أن أغلبية من لجئوا إلى الخارج حصلوا على اكثر من 100 ملين سنتيم و ادمج الكثير منهم في الوظيفة العمومية و "انتخب" عين البعض كبرلمانيين. كيف يمكن للبعض أن يتهموا الحريف بالعمالة للنظام و هم من (بتكسير الميم) من ( بتنصيب الميم) توصلوا بملايين و ملايين من النظام؟ و كيف يمكن للآخرين أن يتهموا الحريف بالعمالة للجزائر و باللاوطنية و هم خدام نظام جعل من المغرب قاعدة لانطلاق أهم المؤامرات ضد الشعب الفلسطيني و ضد مختلف الحركات التحررية العالمية ، و فتع أبواب الوطن للرأسمال الأجنبي ليفعل ما يشاء بخياراته و بقوة عمل الكادحين المغاربة. ألم يكن الحريف و المناضلين النهجيين الأماميين و غيرهم من الوطنيين الحقيقيين في واجهة الصراع ضد الإمبريالية و الاستعمار و ضد امتدادهما داخل المغرب؟ و هل يمكن تحقيق الاشتراكية بدون تحرر وطني حقيقي؟ إن النهج الديمقراطي لا يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة و هو يحاول المساهمة في بناء حزب الطبقة العاملة و مجموع الكادحين مع الماركسيين الحقيقيين على طريق الثورة الاشتراكية، و المساهمة في بناء قطب جذري مع كل المناضلين الجذريين على طريق التغيير الجذري، و المساهمة في بناء جبهة عريضة لمواجهة سياسة الدولة في مختلف الميادين المرتبطة بحقوق مختلف الطبقات الشعبية. مناضلو النهج الديمقراطي يناضلون مع مناضلي التنظيمات (القانونية) التقدمية المعارضة للسياسة الرسمية في إطار تجمع اليسار بالأساس، و مع مختلف الفعاليات الماركسية الفاعلة في واقع الصراع الطبقي. ليس لنا موقف مسبق من " التروتسكية" و " الماوية" و " استالينية"... المهم الفعل الجماعي في الواقع.في 28/01/2007


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.