عندما جلسنا إلى هدا الفنان لإجراء هدا الحوار بمرسمه اكتشفنا انه مجموعة من المدارس الفنية مندمجة في شخص واحد فهو فنان واقعي بامتياز وتجريدي وتعبيري وتكعيبي وهو نحات ورسام في آن واحد يوضف المنحوتة داخل اللوحة التشكيلية فكان للوحاته امتيازاتها وخصوصياتها، في حوارنا معه دخلنا بيته ولاحظنا كيف وفر من ضيق الجدران معرضا للوحاته تخاطب وجدان كل من زاره قدم بطاقتك الشخصية لقراء جريدة اسيفإبراهيم أوان مزداد سنة 1953 بمدينة مراكش تابعت دراستي الثانوية بمدرسة ابن البناء ثم المدرسة الأوروبية انتهاءا بثانوية محمد الخامس باب اغمات وفي هده السنة 1973كانت الاضربات على أشدها فهاجمنا رجال القوات المساعدة مات على اثرها بعض من التلاميذ وكانت هده المأساة سببا مباشرا لانقطاعي عن الدراسة، فتقلبت في عدة حرف إلى أن استقر بي المطاف بالمكتب الشريف للفوسفاط الذي عملت بمصلحته الاجتماعية منشطا في الفنون التشكيلية من رسم ونحث وتركيبات ذات الغاية الجمالية بالإضافة إلى دروس في الخط العربي وتوظيفه فنيا وقد تتلمذ على يدي مجموعة كبيرة من أبناء الموظفين والعمال بنفس المكتب بداية إبراهيم أوان في العمل الفنيفي سنة 1965 كنت في حزب الاستقلال بمدينة مراكش ، وكان الاستاد عبد الطيف الجواي يلقن المسرح في داك الوقت لمجموعة من التلاميذ فالتحقت بهم كان ضمنهم مولاي الطاهري الاصبهاني ومولاي عبد العزيز الطاهري و المسرحي المرموق محمد شهرمان والاستاد عباس فوراق ومجموعة أخرى من الإخوان أمثال الأخ محمد الوفا هدا الأخير كان قائدنا في الكشفية بالاضافة إلى الاستاد بنجمة بوجمعة الذي كان يعلمنا فنون الخط العربي ، وكان الاستاد عبد اللطيف الجواي ينحت منحوتاته الجبسية و يجمع بين يده سحر النحت فكنت اسبح وأعيش لحظات المتعة مع هدا الرجل الذي سلبني عقلي وكنت اجمع القطع الصغيرة من الأجزاء المتبقية من أعماله لأصنع بها أشكالا تشبه أحلامي في النحت وقد تتهشم فينجرف معها الحلم وكنت ذات الوقت ارسم فاستمرت التجربة إلى أن كبرت، فشيّدت اهتمامات جمالية وفنية جديدة تجمع بين فن النحت والرسم على لوحة واحدة تمخض عنها بعدي الخياليوماهي نقطة التحول التي انطلقت منها نحو الاحتراف؟حين اعترفت بي أمي يزة لأول مرة، ومع دالك بمجرد أن رأت وجهها في اللوحة عاتبتني كثيرا لأنها كانت تعتبر مثل هدا الرسم من الأعمال التي تسوء لديننا الحنيف إلى أي مدرسة تنتمي إليهاأنا عصامي ومتأثر بالمدرسة الواقعية وفي بغض أعمالي بالفن التكعيبي وحتى التجريدي بل في أحيان كثيرة كل هذه التيارات والمدارس مجتمعة في عمل فني واحد هل سبق لك إقامة معارض شخصية أو جماعية؟أقمت أول معرض لي في مدينة مراكش سنة 1970 في إحدى قاعات جنان الحارتي وأيضا في الرباط بالمركب النسوي بحي اليوسفية واكدير واسفي والبيضاء وطنجة ثم فرنساوهل حضيت معارضك بتغطية إعلامية مكتوبة أو مرئيةبالرغم من أن لي باع طويل في هدا الميدان فلم يسبق لأي صحفي أن تناول أعمالي لا بالمدح ولا بالقدح ولا بالنقد وانتم في جريدة العلم أول من جري معي هدا الحوار الفنيمعرضك في فرنسا هل له مكانة خاصة بداخلك فماذا تقول عن مشاركتك هناك؟ لا اخفي عنك أن مشاركتي في فرنسا لها فعلا مكانة خاصة في نفسي أعطتني الثقة أكثر لأنه كان ناجحا بكل المقاييس وخلفت أعمالي إعجابا كبيرا في أوساط المتتبعين والمهتمين وقد كتبت عني الصحافة الفرنسية بينما جهلتني صحافة أبناء جلدتيهل لمست تفاعل الجمهور مع لوحاتك وهل شعرت بأنه استطاع قراءتها ؟ أغلب رواد معارضي دائماً يسهل عليهم قراءة لوحاتي لأنها سهلت القراءة برغم أن التربية الفنية في المغرب ضعيفة ،وبالنسبة لي أنا أعطي رموز واضحة ليسهل على الحضور تذوق اللوحة لدا كنت أرى في عيون الفرنسيين أثناء إقامتي معرضي هنا انبهارا بلوحاتياقرب لوحة إلى نفسك؟لوحة أمي يزة فهي السبب في توجيهي إلى هدا النوع من التشكيلمفردات من قاموس إبراهيم أوانالفنانهو الإنسانالمرسمبيتيالمعرض الامتحان الذي فيه يعز المرء أو يهانالجمهورحبيب وعدوالمراةالأم والصديقة والزوجةمدونة الأسرة الجديدةأنا مع الحق سواء مع المراة أو الرجلإقصاء المغرب من احتضان كاس العالمكأي مغربي يريد الخير لوطنهكلمة أخيرة ولمن توجههاأوجهها إلى جريدة أسيف في شخصك وأقول شكرا جزيلا عن تسليط ضوءكم عني وهذه هي أول التفاتة من منبر إعلامي الكتروني فنحن مقصرون تجاه المواهب ،والمجتمع لا يزال وبكل أسف لايعير اهتمام للفنانين و الحضور الجماهيري الفاتر للمعارض أكبر دليل مادي