غزة التي تفجرت بركان غضب ثائر تحت أقدام الغزاة ... غزة التي ولدت من الجرح والألم لتتفجر بارودا في وجه الأعداء ... غزة التي اضجت مضاجع العملاء والخونة ... غزة التي كانت تنام وتصحو وهي تقاتل وتلقن الأعداء دروسا بالنضال ... غزة التي انتصرت بتكاثف وتعاضد وتتلاحم أبنائها ... غزة الفداء التي تمني الصهيوني رابين أن يصحو يجد البحر قد إبتلعها .... غزة التي دحرت العدوان ... وأنتصرت علي أللامها وجراحها ... وتعملقت بوجه جرائم ومذابح العدو ... وهدر البحر بأمواجه غضبا وثورة . ما بالي أراك غزة .. ليلك حالك علي أبناءك ... ونهارك موتاً يفتك بأطفالك ... يسرق البسمة من بين شفاهك .... غزة النصر .. غزاها الموت من كل إتجاه ... طفلا يقتل وهو في طريقه لمدرسته بأمان ... قاضيا يقتل وهو في طريقه لعمله... وأما تقتل وطفلها برحمها بلا ذنب ... وشابا يقتل بين اهله ... وأبا يهدر دمه وسط أطفاله .... غزة التي تقصف مؤسساتها ، وتدمر معالم نصرها ... غزة التي يقتل بها الصغار والكبار .. ويختطف بها الصحفي والفتاة .... غزة التي يطلق بها الرصاص علي رئيس الوزراء ... غزة التي تحولت لجهنم تحرق أجساد الأبناء .... لم نعد نعرفك غزة الشهداء .... لم نعد نفخر بك ... غسلنا العار .... وغرقنا بوحل الصور المتناقله عبر الفضائيات ... غزة هذا الشريط الصغير من الوطن ، الذي تحول لشريط موت نصحوا وننام علي قتل هنا وموت هناك ، وجريمة تدمي قلب وتجرح فؤاد .... غزة الحزينة تحولت لمطمع للأخوان ، مطمع لا يوجد به خيرات ، غزة الحزينة التي يهاجر ابنائها بالآلاف ... ما بك يا أرض الشهداء ، ما حدث ايتها المنارة ... حولوا سماءك لفوضي .. وأرضك لغابة وحوش ، لا أخلاق ..لا إنتماء . تبكي غزة وتذرف الدماء علي حالها الذي تحول به قانونها لشريعة غاب ، غزة تحطم بها كل أسوار الأخلاق التي زرعت بأجيالها ، انهار الجدار الحصين الذي شيد بالآهات . غزة الحزينة التي سرقوا وحطموا بها منفذها الجوي الوحيد ، ومعبرها البري الوحيد ... غزة التي يحرق بها كل ما بناه أبنائها من قوتهم وجوعهم وتضحياتهم .... فماذا حدث يا غزة الشهداء؟ فلينصرف كل العاشقين لدمائنا ... ولينصرف كل العابثين بمستقبل أطفالنا ... فلم نعد نقوي علي الصراخ ... فالطوفان قادم ، ولن ينجو منه أحد ... الكل سواء .... فلتموت غزة بعارها ... والنصر لفتح وحماس . سامي الأخرس 16/12/2006