تحتضن إحدى قاعات العرض بمدينة غرناطة٬ جنوب إسبانيا٬ معرضا لصور الكاتب المغربي الراحل محمد شكري٬ يستمر إلى غاية الواحد والثلاثين شهر أكتوبر-تشرين الأول الجاري. ويتضمن هذا المعرض الذي يقيمه لويس دي فيغا خمسة وثلاثين صورة ملتقطة ما بين سنتي 2002 و2008 في كل من جبال الريف والأطلس ومدن العرائش وتطوان وطنجة والرباط والدار البيضاء والصويرة وخريبكة. وقد عزز لويس دي فيغا هذه الصور بنصوص مقتطفة من مؤلفات الراحل شكري " الخبز الحافي" و"زمن الأخطاء" و"وجوه". وكان محمد شكري قد ولد في آيت شيكر بإقليم الناظور شمال المغرب٬ وعاش طفولة صعبة وقاسية في قريته الواقعة في جبال الريف٬ وبعدها في مدينة طنجة التي نزح إليها مع أسرته الفقيرة سنة 1942 وهو لا يتكلم اللغة العربية بعد. عمل كصبي مقهى وهو دون العاشرة من العمر٬ ثم حمالا فبائع جرائد وماسح أحذية٬ ليشتغل فيما بعد بائعا للسجائر المهربة. لم يتعلم الكتابة والقراءة إلا في سن الواحد والعشرين٬ وقد قرر سنة 1955 الابتعاد عن عالم التسكع والتهريب والسجون الذي كان يعيش فيه٬ ليدخل المدرسة في مدينة العرائش ويتخرج بعد ذلك ليشتغل في سلك التعليم. نشرت له أولى قصصه سنة 1966 في مجلة الآداب اللبنانية تحت عنوان "العنف على الشاطئ" كما نشرت له أعمال أدبية في مجلات أميركية وإنجليزية. وفضلا عن روايته الشهيرة٬ "الخبز الحافي"٬ التي لم تنشر بالعربية حتى سنة 1982. ألف شكري "زمن الأخطاء" سنة 1992 و"وجوه" و"مجنون الورد" "1979" و"الخيمة""1985" و"السوق الداخلي" "1985" و"مسرحية السعادة" "1994" و"غواية الشحرور الأبيض" "1998"٬ فضلا عن مذكراته مع جان جيني٬ وبول بولز٬ وتينيسي وليامز. وقد فارق الحياة في الخامس عشر من نوفمبر- تشرين الثاني سنة 2003 بعد معاناة طويلة مع المرض.