في إطار تخليد اليوم العالمي للشعر الذي جاء استجابة للطلب المغربي بامتياز،ومن أجل الاحتفاء بهذا الكائن الأثيري"الشعر"، والمساهمة في إلقاء وردة المستحيل ضد بشاعة العالم الضاج بالحروب والكروب ،وإعلان وقفة تأملية شعرية ملؤها الحب والتسامح الإنسانيين، نظمت النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتنسيق مع المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالحسيمة الملتقى الثاني للشعر التلاميذي يومي 3 و4 أبريل 2012. وقد شارك في هذا الملتقى شعراء مغاربة هبوا من جهات المغرب: العياشي أبو الشتاء(تطوان) محمود عبد الغني (الرباط)، جمال أزراغيد (الناظور)، إدريس علوش(أصيلة)، فتيحة أولاد بنعلي (القصر الكبير)، محمد أعشبون (هولندا)، محمد العربي هروشي، محمد عماري، ومحمد أسويق (الحسيمة). في اليوم الأول، على الساعة الرابعة مساء توزع الشعراء على المؤسسات التعليمية بالإقليم لقراءة أشعارهم وعقد لقاءات تواصلية مع التلاميذ لمناقشة قضايا الشعر الموضوعية والشكلية وتجارب الشعراء وغيرها من الأسئلة العفوية ذات العلاقة بالشعر...فهكذا حل الشاعران: جمال أزراغيد وفتيحة أولاد بنعلي بتاركيست لملاقاة تلامذتها بفضاء الثانوية الإعدادية الحسن الثاني، كم حل الشعراء محمد اعشبون ومحمد عماري ومحمد أسويق وإدريس علوش بثانوية بني بوفراح التأهيلية ،أما الشعراء محمود عبد الغني، والعياشي أبو الشتاء ومحمد العربي هروشي فقد نزلوا بالثانوية التأهيلية أبي يعقوب البادسي بالحسيمة. وفي اليوم الثاني على الساعة العاشرة صباحا توزع الشعراء من جديد على بقية الثانويات فذهب كل من الشاعر محمد العربي هروشي والشاعران محمود عبد الغني والعياشي أبو الشتاء إلى ثانوية إمزورن التأهيلية، أما الشعراء ادريس علوش وجمال أزراغيد وفتيحة أولاد بنعلي ومحمد العماري فقد حلوا بثانوية الخزامى بالحسيمة.وقد ألقى تلاميذ هذه الثانويات في حضرة الشعراء محاولاتهم الشعرية بهدف الإنصات إلى ملاحظاتهم وإرشاداتهم حتى يواصلوا الكتابة الإبداعية. وعلى الساعة الرابعة مساء كان لجمهور الحسيمة موعد مع الأمسية الشعرية الختامية التي شارك فيها الشعراء الضيوف والتلاميذ الفائزون بمسابقة الشعر المنظمة من قبل ، وذلك بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن .وقد حضر هذه الأمسية السيد والي جهة تازةالحسيمة تاونات وباشا المدينة ورئيسا المجلس البلدي للحسيمة والمجلس الإقليمي ،ورؤساء المصالح الأخرى وغيرها من الشخصيات الثقافية والاقتصادية والجمعوية بالمدينة إلى جانب عدد غفير من التلاميذ والتلميذات. عند افتتاح الأمسية التي نشطها الشاعر والمسرحي الأمازيغي سعيد أبرنوس ألقى السيد نائب وزارة التربية الوطنية عزوز بنعزوز كلمة ترحيبية ثقيلة مفعمة بمغزى هذه التظاهرة الثقافية الشعرية التي تحتفي بإبداعات التلاميذ الشعرية للمرة الثانية نظرا لما للشعر من دور في زرع قيم السلم والإخاء والمحبة بعيدا عن الفتن والقبح.. وتشجيعا للتلاميذ على الكتابة الشعرية كما شكر الشعراء الضيوف والحاضرين والجهات التي ساهمت في إنجاح هذا الملتقى. كما ألقى بالمناسبة السيد مندوب وزارة الثقافة بالحسيمة السيد كمال بن الليمون الذي نوه بهذه اللحظة الشعرية الجميلة التي ضمت هؤلاء الشعراء إلى جانب التلاميذ ،وبهذا التنسيق الحاصل بين المندوبيتن بالمدينة كما أبرز قيمة الشعر في زمننا هذا. وبعدئذ توالى على المنصة التلاميذ الذين فازوا في المسابقة الشعرية في مختلف اللغات العربية والاسبانية والانجليزية إلى جانب الشعراء الضيوف الذين رصعوا القاعة بنصوصهم الشعرية المضيئة وحلقوا بالمتلقين في سماواتهم الخيالية العالية . وفي الأخير قدمت لجميع التلاميذ الشعراء المتوجين والشعراء المشاركين في هذا الملتقى الشعري جوائز وشهادات تقديرية ودروع الملتقى عرفانا لهم على جهودهم التي بذلوها من أجل إنجاح الاحتفال باليوم العالمي للشعر وتنشيط الملتقى الثاني للشعر التلاميذي ، وأخذت صور تذكارية مع الشعراء كما قدم السيد الوالي الذي تتبع الأمسية بكاملها لكل من المندوبين لوحة تشكيلية تقديرا لمجهودهما الفعال في الحقل التربوي والثقافي. وبعدئذ أقيمت حفلة شاي على شرف المشاركين والحضور المتميز، على أمل أن تنعقد الدورة الثالثة من الملتقى السنة القادمة.