فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفن في حداد: المغاربة يودعون رويشة والسوسدي


جنازة السوسدي: السي محمد يزف إلى «الشهداء»
جنازة مهيبة أقامها سكان الحي المحمدي لمحبوبهم الراحل محمد السوسدي، مشهد مؤثر حقا. حشود بشرية التفت حول المدخل المؤدي إلى عمارة 6 بحي الكاسطور، ينتظرون حضور سيارة الإسعاف وهي تقل الراحل من مستشفى محمد الخامس، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. بسبب هذه الأمواج البشرية، لم تتمكن عائلته من إدخال جثمانه إلى منزله، ولم يتسن لأفراد عائلته ولا لزوجته إلقاء النظرة الأخيرة عليه « الله شديت رجل با» تقول إحدى بناته، بعد أن كافحت لإدخال يدها من باب سيارة الإسعاف أثناء وقوفها أمام المسجد.
أبناء الراحل محمدالسوسدي كانوا مستائين وعبروا عن غضبهم من تجاهل الجميع لوالدهم بمن فيها مجموعة لمشاهب. «الوالد في صحتو كان بخير، ولكن المورال لي كان فيه معذب، عطى كلشي، وفي الأخير ما حصل على والو. كانت عندو مشاكل مع لمشاهب خاصة مع كسرى وبختي، هادو أش عطاو للمجموعة ما تيكتبو ما تيلحنوا ما والوا وفي الأخير كسرى ياخذ 1000أورو ويلوح الوالد ديالي ألف درهم، ماشي حشومة هادي، وكنا تنتشغلوا على ألبوم مع الوالد وجوج ديال خوتي المهدي وحمزة، وسوف نصدره وفاء لروح والدنا» يقول ابنه عبدو المقيم خارج المغرب.
كان الراحل محمد السوسدي يستعد وكله فرح وسرور لتنظيم جولة مع المشاهب بالمغرب الشرقي، لكن القدر قال كلمته، إذ تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ ليلة الثلاثاء على الساعة التاسعة ليلا كما أخبرنا ابنه عبدو، نقلوه فورا إلى المستشفى. «الموت داخلاني هادي ما تعطوينش الفنيد ما عندو ما يدير ليا بغيت كأس الماء، شربوا قال بعدها الموت هادي الموت، ومول الأمانة خذا أمانتو» كانت هذه لحظاته الأخيرة وفق ما رواه لنا ابنه عبدو.
بمجرد ظهور صلاح الدين كسرى مدير المجموعة مع قرب وصول سيارة الإسعاف إلى منزل عائلة السوسدي ثار في وجهه ابناه المهدي وعبدو «الواحدة هادي يالله بنتو باش تبانوا وتصوروا، وقفتي معاه عرفتوه جيرانو لي وقفوا معاه، ماعرفتو لا الدولة ولا الحكومة ولا المجموعة و خاص كلشي يعرف هاد الحقيقة..».
التقينا صديقه في الفرقة حمادة ، وكان متأثرا أشد التأثر لفراق أخ عزيز عليه، «لا يخفى محمد السوسدي على أحد بعطاءاته الفنية والغنائية سواء كمغن وككاتب وملحن وممثل مسرحي إذ يعتبر خريج مدرسة الطيب الصديقي. كان إنسانا طيبا وخجولا وصاحب نكتة. إنسان يحب المجموعة ويموت فيها عشقا. أربعين عاما قضيناها في الفرقة بحلوها ومرها بصيفها وشتائها يرياحها العاتية والهادئة، ما خلينا حتى قنت سواء في المغرب والخارج كان إنسانا إستثنائيا رحمه الله، إن لله وإنا إليه راجعون...».
*****************************************************************************************************
غاربة يودعون رويشة والسوسدي

جنازة رويشة: خنيفرة تبكي إبنها البار
خنيفرة: محمد فكراوي
بخروج النعش من بيت عائلة الراحل بحي جميلة (القروية), متوجها إلى مثواه الأخير, بعد وفاته المفاجئة زوال الثلاثاء, عن عمر يناهز 62 عاما,غادر فريد الأطلس, محمولا على الأكتاف, لآخر مرة الدار التي جعل أبوابها مفتوحة طيلة حياته في وجه الجميع.
إنطلق الموكب الجنائزي وسط التكبير والتهليل ودموع الرجال و النساء, تتقدمه سيارة الإسعاف مخترقابصعوبة, شارع الشفشاوني الذي رفعت عنه متاريس كانت تغلق الطريق الموصلة إلى بيت الفنان, أمام حركة السيارات, منذ اللحظات الأولى التي تلت شيوع خبر الوفاة خاصة بعدما عرفت المنطقة توافد المئات من ساكنة خنيفرة و ضواحيها لمنزل الراحل لتقديم التعازي ....
و عبر شارع المسيرة الخضراء وفي اتجاه الجامع الكبير حيث أقيمت صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر، كان حجم المشاركين يتضاعف شيئا فشيئا,لدرجة لم يتردد معها أحد المصورين في تشبيه الجنازة بتلك التي شيعت أم كلثوم و عبد الحليم قبل حوالي الثلاثة عقود...كم كان عدد المشاركين؟...فقد قدرت مصادر أمنية عدد المشاركين في حوالي عشرين ألف شخص. فيما تعذر على الآلاف الحضور بسبب ضيق الوقت, حسب أحد أصدقاء الراحل الذي ملأ الدنيا حيا و شغلها ميتا.
الحشود الكبيرة للمشيعين و طبيعة شوارع المدينة، جعلت الطريق تضيق بالمشاركين الذين سلكوا الطريق المؤدية من الجامع إلى مدافن سيدي بوتزكاغت التي ووري بها الراحل الثرى استثناء, بعدما توقفت عمليات الدفن قبل سنوات بهذه المقبرة, لكن رغبة الراحل في الدفن قرب قبر والدته عائشة التي عبر عنها في وصاياه لعائلته و أصدقائه, جعلت سلطات المدينة توافق على الرغبة الأخيرة لابن البلد الذي غنى يوما «خنيفرة ما ننساك, حتى نموت حداك»..هذا المقطع الغنائي الذي يختزل لوحده رحلة ومسار فنان وإنسان استثنائي ترك خلفه يتامى كثيرين بحجم هذه المدينة و بحجم الوطن. و ترك أيضا خلفه نجله أحمد الله الذي شرب الحرفة من والده طبقا لأحد الباحثين المحليين في التراث الغنائي الأمازيغي الذي صرح للجريدة أنه على جري عادة فناني المنطقة، خلف الراحل لنجله وصية فنية عبارة عن وديعة من النصوص والألحان...و هي الوصية التي أشهد عليها عددا من أصدقائه و رفاق دربه, لتستمر الحياة و يستمر معها الفن في عائلة محمد رويشة .
مقاطع من أغنية:
إيناس...إيناس
إيناس...إيناس
ما يريخ أداسيخ إزمان
و ونا وريوفيت
مغاس إيش إونا ذتمون
إيناس...إيناس
ما يريخ أداسيخ إزمان
أورذا ايسناقاس دصارث
غاس الجيب إخوان
إيناس...إيناس
ما يريخ أداسيخ إزمان
أدونيث أوريتريت
أدونيث أوريتريت
اولا توتيد الموت
إيناس...إيناس
ما يريخ أداسيخ إزمان
شهادات في حق الراحلين
استقاها : عبد العالي الدمياني/ حسن بن جوا
عبدالسلام الخلوفي
السي محمد رويشة علامة مميزة في الفن المغربي في شكله الأمازيغي. من جانب آخر، سي محمد رويشة الإنسان رجل حلو المعشر، سريع البديهة، حاضر النكتة لا يشعرك بأنك لا تعرفه، بل معه و كأنك قد عاشرته لسنوات طوال. في تعاملي المهني معه، سواء من خلال برنامج أنغام الأطلس أو من خلال مجموعة من السهرات التي بثت على القناة الثامنة، خاصة سهرتي تسمغورت وأبريد نيتران، لم يكن يتأخر عن تلبية الدعوة بكل أريحية. وفي كل مرة يفاجئك بذلك الحضور اللافت و البهي الذي لا يمكن أن يبصم به فنان من طينة الكبار اسمه محمد رويشة.
آخر عهدي به فنيا كان من خلال حلقة بثت رمضان الفارط على قناة تمازيغت إبانها غنى اللون الصوفي. بعباءة شيخ الطريقة. أما آخر لقاء إنساني مع السي محمد كان عند زيارته في المستشفى. ودغم عيائه الواضح، لم يتوان في تبادل الحديث والتحية. وهذا من شيم المتواضعين. رحمه الله و أكرم مثواه.
الشريفة كرسيت
ماذا عساي أقول. سي محمد رويشة بمثابة أخ لي. موت محمد رويشة كما لو أن جبلا سقط على رؤوسنا. قبل أن يلبي داع ربه، وبعد خروجه من المستشفى كنا استعدنا الأمل في عودة الرجل إلينا وإلى أسرته الصغيرة. سعدنا لحدث شفائه و تمنينا أن يعود سريعا لممارسة نشاطه الفني والإنساني الذي عرف عنه. لا أخفيك حالنا ولا وضعنا النفسي الذي خلفه رحيل السي محمد رويشة. إنها صدمة ستستغرق الكثير من الوقت قبل أن نستفيق منها. .
ادريس الكايسي
وفاة السي محمد رويشة جرح غائر. السي محمد هرم من أهرامات الفن المغربي الأصيل. توفي أول أمس، وكان قبل هذا الحدث الجلل، خرج محمد رويشة من المستشفى معافيا. لكن القدر. فقد خرجت روحه إلى الباري عز وجل. نسأل الله عز وجل أن يتغمده برحمته، و نسأل كذلك الصبر والسلوان لأسرته. السي محمد رويشة مسيرة فنية زاخرة بنصف قرن من العطاء. أي خمسين سنة من العطاء الفني. السي محمد سجل أغنية له سنة 1964. ومنذ ذلك الوقت كانت أغانيه تمشي على قدمين، الدارجة المغربية والأمازيغية. وهذا ما أكسبه جمهورا عريضا.
ليس أهل منطقة الأطلس المتوسط هم الذين فقدوا محمد رويشة، ولم يفقده المغرب لوحده. بل فقده العالم. لأن السي محمد رويشة اسم موشوم في الذاكرة بحروف النور. موسيقى السي محمد رويشة موجودة في مجموعة من المستشفيات وتعتبر شفاء وعلاجا. رويشة غنى للأم وللوطن.
محمد الدرهم
لم تُتح لي الظروف أن ألتقي به كثيرا. والمرات التي التقيته فيها كان في مناسبات فنية. لكن محمد السوسدي بالنسبة لي يمثّل واحدا من رواد الحركة الغنائية التي تسيّدت المشهد الفني في المغرب في فترة السبعينيات من القرن الماضي وما تلاها. فما إن تُذكر مجموعة «المشاهب» حتى يتبادر إلى الخاطر اِسم محمد السوسدي.
كان الراحل صوتا بارزا جدا، ليس في المجموعة فقط وإنما في هذه الحركة الغنائية. وكان أيضا زجالا بارعا. وكما يعرف الجميع فالكثير من أشهر أغاني «المشاهب» التي أعجبت الجمهور كانت من كلماته وإبداعه. إنسانيا أعرف أن الرجل كان «صبّار» «دمّار» لا يشتكي وكان عفيفا. وبالرغم من قلة لقاءاتنا فقد كنت أكن له كل الحب والاحترام. رحمه الله رحمة واسعة.
عمر السيد
السوسدي الله يرحمه ولد الدرب. أنا أكبره في السن. لكنه كبر معي وتحت عيني. وما يمكنني أن أقوله عنه هو أنه شخص عصامي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. علّم نفسه بنفسه وكان له حب كبير للمسرح جعله يمارسه في بداياته. وهو كفنان يمتاز بطريقة فريدة جدا في الغناء. طريقة لم أرها في أي أحد آخر. حقيقة هناك أصوات «زوينة» ولكن السوسدي له صوت فريد في الغناء.
وهو كزجال كان ينقب عن الكلمات. لذلك جاءت أزجاله قوية ومعبّرة ولها تأثير وطعم خاص. وحسب ما أعرف كان الراحل يعاني من «الضيقة» لكنه كان يخفي ذلك على الناس القريبين منه ويقاسي في صمت. كان «كياكل العصا وهو ساكت». السوسدي كان صاحب بصمة خاصة. يظهر ذلك في جلسته وفي طريقة كلامه وفي نظرته وفي أدائه الغنائي الجميل، المعبر والمؤثر. وقد شعرت بالقشعريرة وأنا أتابعه في برنامج «مسار» رفقة الراحل رويشة وهما يتفرجان علينا نؤدي «النحلة شامة». «شوف الأقدار، ماتوا في نهار واحد الله يرحمهم بجوج».
محمد البختي
ماذا أقول في حق أخي سي محمد السوسدي. تلزمني صفحات وصفحات لأتحدث عنه ولا يمكن أن ألخصه في دقائق. لا يمكن أن ألخص 35 عاما من الصداقة والأخوة والمحبة في كلمات قليلة. السوسدي هرم من أهرامات الأغنية المغربية و»ركيزة من ركايز المشاهب». أعطاها من دمه وروحه دون أن ينتظر أي مقابل. «شكون لي بقا من بعد ما مشى السوسدي والشريف وباطما». ماذا أقول؟ هل أقول إن «المشاهب صبحات اليوم في عكبة»؟
هل أقول إن السوسدي لم يمت وإنما قتلته «الفقصة» بعدما اندس بين أصابع اليد الواحدة الحسّاد. هل أقول إن السوسدي هو القلب الأبيض، يتخاصم معك لكنه سرعان ما يعود كأن شيئا لم يقع. السوسدي الذي عاش فقيرا ومات فقيرا كان كل همّه أن يبقى فنانا. كثيرون جاؤوا من بعده واغتنوا وصارت عندهم عقارات وهو بقي زاهدا بسيطا لباسه يدل عليه.
«الأحداث المغربية» في وداع محمد رويشة
روبرتاج
يوم قال رويشة: «خنيفرة مانخطاك حتى نموت حداك»
الكبيرة ثعبان
أمام منزل الفنان المرحوم محمد رويشة المطل على شارع عبد الله الشفشاوني بحي القروية، تجمهر عشرات المواطنين والمواطنات، غير مصدقين برحيله، وبداخل البناية الحمراء ذات الطابقين، اكتظت الغرف والممرات بالمعزين. الكل كان مصدوما- أسرة مواطنون- بالموت المفاجئ، خاصة وأن الأطباء أعلنوا علانية للرأي العام، عن تحسن حالته الصحية، وأوصوا رويشة بقطع التدخين الذي نفذ نصيحتهم .
زينب أوعابة زوجة المرحوم، التي لم تستفق بعد من الصدمة، قالت في تصريح ل«الأحداث المغربية» والدموع لاتكف عن التهاطل «الوفاة جاءت مفاجئة، فبعدما تعافى غادر المستشفى وصحته بدأت في تحسن، واليوم الذي سيغادرنا فيه إلى دار البقاء لم يشعر بشيء، حيث إنه استيقظ في الصباح، وأخبرني بأن الفنان السويسدي عضو مجموعة المشاهب، الذي زاره بمستشفى الشيخ زايد، قد توفي، ثم استحم، وتناول الدواء، وصعد إلى غرفته بالطابق العلوي، فيما ابنتنا بركات، كانت تجمع أغراضها للعودة إلى بلجيكا لأنها متزوجة هناك. وحملت له كأس شاي، لكن عند ولوجي الغرفة «لقيت الروح كتخرج منو ليفارق الحياة على الساعة الثانية إلا ربع بعد الزوال» تضيف وابنتها تحاول تهدئتها.
تواصل الأرملة زينب وهي تتلقى التعازي من حشود المواطنين، أن المرحوم محمد رويشة ترك أربعة أبناء هم :أحمد الله «20سنة» وهو فنان يسير على خطى والده، وبركات 19 سنة، متزوجة ببلجيكا، ولالاعائشة 10سنوات مستوى الخامس ابتدائي وشكر الله «7سنوات» القسم الأول ابتدائي.
بدموع غزيرة ولباس الحداد تواصل زينب حكيها، بأن محمد رويشة، الذي ترك تراثا عظيما للمغاربة لم يترك لأسرته الصغيرة إلا «رحمة ربي»، ولم يفتها توجيه رسالة إلى المسؤولين ب«العناية بالفنان المغربي والنظر في مشاكله ومعاناته». مشيرة إلى أن رويشة الفنان، «لم تكن له تغطية صحية».
أصدقاء العمر يحكون عن مسيرة رويشة
لم يتغيب أصدقاء رويشة عن الحضور، فداخل البيت حضر كل المخلصين إليه، إدريس خاوتي « 65 سنة» الملقب لدى سكان خنيفرة بعبي أستاذ متقاعد وابن مقاوم معروف، يحكي راجعا بذاكرته إلى الوراء، «تعرفت على محمد رويشة منذ 9سنوات عبر صديق اسمه محمد الرحالي، الذي كان يعيش عازبا بمنزله، وكانت عنده قاعة لألعاب (البيار) . فأخذ محمد رويشة يضرب على الطاولة، ويغني بصوت رقيق و رخيم بعض الأغاني الهندية، فذهل الحضور لصوته الغريب، ومن تم اكتشفنا أن له صوتا متفردا. وكان رويشة يعيش مع هذا الشخص الذي كان أعزبا في دار قديمة وكبيرة قرب البنك الشعبي القديم بخنيفرة، وكنا نعد وجبات بسيطة جدا، ونجتمع عليها». ويتذكر خاوتي أن ذلك الشخص كان يستعد للعزف على آلة الوتر، وقام بعض الأشخاص بتهييء وتر لذلك، حيث جلب أحدهم العصا، وشخص آخر اسمه الشرقي ولد رحال المسمى بخالي بروك أعد جلد العنزي وألصقه به، فأصبح الوتر جاهزا، وأخذ محمد الرحالي يعزف عليه، لكن لم يكن مقنعا،فإذا بمحمد رويشة، يأخذ منه الوتر ويشرع في العزف عليه بطريقة أبهرت الجميع، وكأنه تدرب عليه لعشرات السنين، فيما أنه لأول مرة يقوم بذلك. حيث بدأ يعزف مقلدا الفنان المرحوم بوزكري عمران المشهور بخنيفرة، والذي كان حارسا مخزني بالمياه والغابات. فصرح الرحالي حينها مخاطبا محمد رويشة:» هذا الوتر أتركه لك هولك وأنت له»، بعدما وقف مشدوها ومستغربا لطريقة العزف التي عزف بها رويشة لأول مرة في حياته على هذه الآلة. وحصل ذلك في سنة 62 – 63 من القرن الماضي..
ويتذكر هذا الصديق، أنهم كانوا يصنعون الإيقاع لرويشة في بادئ الأمر بعلب عود الثقاب مجتمعين على بعض الوجبات البسيطة، وبعدها طوروا المسألة وبدؤوا يوفرون الإيقاع عبر آنية الأكل (الطبسيل)، ثم اكتشفوا في سنة 79 – 80 إيقاع الدربوكة والذي كان يعزف عليه هو موسى أوطلحة، الذي يشتغل حاليا في سلك الشرطة. بعد هذه المرحلة سينتقلون للعزف بالبندير مع مولود، الذي ظل مع رويشة طيلة مسيرته الفنية...
لكن الأمور بدأت تخرج عن نطاق البيت، وأخذ اسم رويشة يتردد في الدرب، وبالضبط في أوساط الخياطة البسطاء مثل عبد الرحمان الخياط بزنقة وجدة،و المرحوم كانة، الشرقاوي السكليس... هؤلاء الفنانون بخنيفرة بدؤوا يتعرفون على محمد رويشة ويقربونه منهم، وسيتعرف رويشة على الفنانين الويسكي ونعينيعة وبوزكري. وعندما قربوه منهم خطف من نعينيعة، الفنان الذي كان يحسب له ألف حساب، ومن بوزكري والويسكي المحجوب، وزعيريطة، لكن لكي يظهر تفرده عنهم مزج ماأخذه منهم وخرج بعزف يميزه.
ظل محمد رويشة في بداياته يحيي حفلات في الأعراس والحفلات، بدون مقابل مادي، فأخذ اسمه في الإشعاع، وأصبح الأمازيغ ينادون عليه لإحياء أعراسهم في بولمان وصفرو وخريبكة... فكون مجموعته.
لكن إشعاعه سيتجاوز حدود الأطلس إلى أرجاء الوطن، من أقصاه إلى أقصاه حينما سيغني بالعربية. يشرح ذلك رفيق عمره في السراء والضراء حموشي مولود، وهو يرد في الآن ذاته على مكالمة الإذاعة:
رحلتي مع رويشة في فرقته عمرها 50 سنة، حيث اكتشفته سنة 1962 وبدأت معه وعمره آنذاك 12سنة، وأنا الوحيد الذي استمرت معه في السراء والضراء. وفي يوم الأحد الأخير قبل وفاته جلست معه وتبادلنا أطراف الحديث كالعادة، وأخبرني بالتكريم الذي سيقام له يوم 24يناير بمسرح محمد الخامس، وقررنا الذهاب إليه لكن الله لم يشأ ذلك...
يستطرد مولود موضحا «... التقيت مع المرحوم، في عرس في سنة 1962 حيث حضرت لإحياء هذا العرس ومعي مجموعة الكروش، فيما كان رويشة قادم مع العروس وأصدقاء كمدعوين حاملا معه وتره، فعزف وعزفت ثم طلب مني أن أرافقه بالبندير، ثم عرفني عن نفسه وعرفته على نفسي، وبعد أربع سنوات التقينا من جديد، واستمرت علاقتنا نتبادل الزيارت ومن ثم بدأت المسيرة، ولما بدأت أشتغل معه بدأ يسجل الكاسيط ، وذلك في سنة 1979 بتيشكافون بشارع لالاياقوت بالدار البيضاء .
وفي سنة 1980ذهبنا إلى مسرح محمد الخامس لإحياء حفل، وقال إنه سيغني أغنيتين بالعربية ومثلهما بالأمازيغية، ولأول مرة سيغني بالعربية حيث غنى «شحال من ليلة وليلة».. وأغنية أخرى لم أعد أتذكرها وبمجرد ما غناها، اهتزت القاعة في هذه السهرة بالتصفيق والهتاف، وذاع صيته على الصعيد الوطني، وخرج من المحلية إلى الوطنية والعالمية، وبدأ يسافر لإحياء حفلات وسهرات في فرنسا وهولندا... وكان يخاف الطائرة ويسافر في غالب الأحيان عبر الحافلة، ومنذ سنة 62 إلى الآن لم يظهر على الساحة الفنية أي عازف وتر مثله».
ويتذكر صديقه عبد الرحمان شمسي أول خياط بخنيفرة، أن أول أغنية غناها المرحوم هي «واياياي أسا نوح» ومعناها بالعربية «عفاك ألكيا عفاك» فيما آخر أغنية له هي «إيناس إيناس» التي خلفت صدى طيبا. الساسي خليل صديق المرحوم، يرى بأن محمد رويشة «ترك آثارا عظيمة للمغاربة قاطبة، لكن لم يترك أي شيء لأسرته الصغيرة لتستمر به في الحياة، باستثناء البيت الذي تقطنه». ثم يضيف هذا الصديق متأسفا «حقيقة أن له ابن فنان هو أحمد الله لكن هناك فنانين مبتدئين استفادوا من المأذونيات وهو لايتوفر سوى على الوتر، علما أنه إنسان مناضل في حياته»، وهذه، يضيف «رسالة وددت توجيهها عبر منبركم لجميع المسؤولين خاصة وأن أبناءه مازالوا صغارا».
يعترف الجميع بخنيفرة للمرحوم بكرمه وقلبه الكبير «بيته كان كزاوية مفتوحة للأحباب، وكا حينما يعلم بزيارة أي فنان لخنيفرة يسارع إلى ضيافته...» يوضح المصدر ذاته.
وبين الأصدقاء والأقارب الحاضرين كان خالد الزيواني، وهو رئيس جمعية المايسترو للشعراء الأمازيغ بالمغرب مهتم بالثقافة الأمازيغية ومقيم بخنيفرة. يعتبر هذا الصديق أن «موت رويشة خسارة كبيرة خاصة وأن الأطباء طمأنوا الرأي العام بأن حالته الصحية مستقرة، والسبت ماقبل الماضي عاد إلى بيته بخير، وصرح بشكل علني، أنه تخلى عن التدخين بنصيحة من الطاقم الطبي، الذي أشرف على علاجه، وبدأ يمارس حياته الطبيعية، حتى تفاجأ الرأي العام بخنيفرة بوفاته على الساعة الثانية إلا ربع بعد الزوال».
الناس لم يصدقوا الخبر، ولكي يتأكدوا اتصلوا ببيته الذي أكد الوفاة. فرغم مرضه كان للناس أمل كبير في أن صحة محمد رويشة ستتحسن ووفاته تعد خسارة كبيرة على الساحة الفنية، وبالأخص التراث الأمازيغي، لأن مسيرته منفردة : سواء على مستوى اختيار النصوص أواللحن والأداء المتميز. كما أن رويشة اختار أداء منفردا من خلال مجموعة تتكون من ثلاثة أشخاص يرافقونه بالإيقاع، وهو يعزف على الوتر، واستطاع أن يقدم أغنية لها ثقل لاتستطيع تقديمها مجموعة من عدة آلات. ثم أن أغاني رويشة كانت أداء إنسانيا لجميع الفئات عبارة عن خطاب روحي إنساني، حيث ناقشت مجموعة من القضايا خاصة الاجتماعية، حيث غنى على الفقر والأمل واليتم والتشرد والقضية الفلسطينية، وتناول الأغاني القومية، حيث لاتزال أغنية فلسطين حاضرة، وغنى لإفريقيا والقدس والأم، وتغنى بالقضايا السياسية وكان فنانا ملتزما، استطاع أن يغني على قضايا سنوات الجمر والرصاص وعن خنيفرة، ثم أغنية «خنيفرة ترحب بالبراني وتهمش ولاد بلادها» رويشة تغنى أيضا بالأغنية الروحية من خلال أغنيته الشهيرة «الله جمع المومنين»،... وكانت آخر أغنية له هي رائعة «إيناس إيناس» التي تركت صدى طيبا لدى المستمعين.
يوضح الزيواني، أن محمد رويشة، منذ ست سنوات تحمل مسؤوليتين: الأولى كان يتحدى من خلالها أقرانه وزملاءه وكان يحلم بأن يصبح من عباقرة الأغنية في وقت كان يعاشره مجموعة من مشايخ الأغنية الأمازيغية، الذين تتلمذ عليهم كموحا أوباب بالنسبة للأغنية الأمازيغية، والويسكي فيما يخص الأغنية العربية .
ويتذكر الزيواني المقال الذي كتبه خالد الجامعي في عموده بجريدة الرأي «رويشة القنبلة»، حيث أوضح أن هذا المقال شهر محمد رويشة .
غنى رويشة كذلك أغنية «بيبي سغوي» وهي صيحة وطنية، وحاول توصيل صوته إلى جميع المغاربة وهنا يتذكر الجميع أغنيته الشهيرة التي وحد فيها المغاربة «شلح وعربي حتى يعفو ربي» التي تعني له لافرق بين أمازيغ وعرب وتحث على التسامح. عايش العربي باطما، واقترحوا عليه السكن بالدار البيضاء ورفض السكن بعيدا عن خنيفرة التي قال فيها «خنيفرة ماانخطاك حتى نموت حداك» في السبعينيات فتحققت أمنيته، ومات بها، غنى في معظم أغنياته عن أمه، التي أوصى بأن يدفن بجوار قبرها. أحيا سهرات في فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا وكان في معظم رحلاته إلى الخارج يمتطي الحافلة لأنه يخاف الطائرة، ورفض السفر لأمريكا لأنها بعيدة... هو من اكتشف الفنانة القديرة الشريفة في فترة 81-80 يقول مولود «أتى بها لأول مرة في حفل ختان ابني بأجلموس وهي ابنة خنيفرة وذلك سنة 81وقال سأقدم لكم حنجرة تبشر بصوت واعد». هو من أضاف للوتر واحدة بعدما كانت له ثلاثة فقط، وصعد بالأمازيغية صعودا، رغم أن مستواه الدراسي توقف عند الابتدائي، لكنه ثقف نفسه بنفسه وتتلمذ على يد مجموعة من الشعراء..
الفنان رويشة بحسب أصدقائه، صاحب مبادئ ومواقف، ويتذكرون في هذا الإطار، زيارة الأميرة أمينة إلى خنيفرة، فاشتكى لها من مشكل الكهرباء، بعدها نصب له العامل فخا وأدخله السجن لمدة ثلاثة أشهر، وحكم في النهاية بالبراءة وذلك في الثمانينيات وحول هذه القضية غنى أغنية «كلو لميمتي دجيني» . كما أن المقبرة كانت بدون سور، وقال إنه يكره أن ينقل والدته إلى مقبرة أخرى وبعدها أنجز السور للمقبرة.
رويشة في تواريخ
- دخل محمد رويشة الإذاعة سنة 1969رفقة شرف العلوي، أحد أبناء مدينة خنيفرة، الذي اكتشف صوته وملامحه الفنية وطار به إلى الإذاعة الوطنية بأغنية « خاويني».
-بإحدى الغرف ببيت الفنان محمد رويشة، علقت عشرات اللوحات التكريمية وشهادات التقدير ...التي نالها عن استحقاق وجدارة طيلة مساره الفني..
-ولد محمد رويشة بمولاي علي الشريف الريصاني بالراشدية سنة 1950 من والدته لالاعائشة ووالده مولاي لحسن، وجاء رفقة أمه إلى خنيفرة وهو رضيع، لم يتعرف على إخوته سوى في الثمانينيات .
بركات السي محمد الهواري
بركات رويشة: كان والدي كل شيء في حياتنا، كان بالنسبة لأسرته الصغيرة الصديق والأخ والأب، وهو كل شيء بالنسبة لنا، تغالبها الدموع، ثم تضيف، والدي كان طيبا وله قيمة كبيرة بالمغرب، كنا نفتخر كثيرا به وله سمعة طيبة، ويحترمنا الناس لسمعته ويعاملوننا جيدا لأننا أبناء محمد رويشة. صحيح لم يترك لنا المال، لكن ترك لنا السمعة. و الآن بعد رحيله المفاجئ أحس بنفسي ضائعة ...تغالبها الدموع وكثرة المعزين والاتصالات الهاتفية، فلم تستطع إكمال حديثها معنا.
المحمدية تحتضن رويشة
في فترة من حياته غادر محمد رويشة مدينة خنيفرة رفقة والدته إلى المحمدية واشتغل في معمل للثوب، والسبب كما حكاه أصدقاؤه، أن صديقا لرويشة اسمه محمد أومولود كان معه في الفرقة يعزف على آلة «البندير» فر من الجيش، فجاءت الشرطة تبحث عنه، حيث اقتحمت عليه المنزل، فضربهم بآنية مليئة بالماء الساخن ( مقراج) وهرب إلى المحمدية، فتبعه رويشة وأمه تضامنا معه، وهذا الصديق توفي خلال هذا الشهر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.