قالت صحيفة "إلموندو" الإسبانية، إن مدريدوالرباط شرعا رسميا أمس الثلاثاء في إعادة تشغيل أنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي، بطريقة عكسية، أي تصدير الغاز الطبيعي انطلاقا من إسبانيا إلى المغرب من أجل توفير الحاجيات اللازمة للمملكة المغربية من الغاز الطبيعي. وحسب ذات المصدر، فإن إسبانيا أعادت تشغيل أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي باتفاق مع المغرب، بالتزامن مع فعاليات قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي كانت جارية في العاصمة مدريد بحضور زعماء العالم، على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن. وبإعادة تشغيل أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، يكون المغرب قد بدأ رسميا في استيراد الغاز الطبيعي، بعد شرائه من الأسواق الدولية وتخزينه في محطات خاصة بالتخزين في إسبانيا، ومن ثم نقله إلى المغرب عبر الأنبوب المذكور. وجاءت هذه الخطوة بعد عدد من الاجراءات اتخذها المغرب، ومن بينها دخول السوق الدولي لاقتناء الغاز الطبيعي المسال، والتوصل إلى اتفاق مسبق مع إسبانيا بإعادة تشغيل الأنبوب المغاربي الأوروبي، بالرغم من أن هذه الخطوة أثارت غضب الجزائر من مدريد. وكانت الجزائر فور علمها باتفاق المغرب وإسبانيا على إعادة تشغيل أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي أنشأ في الأصل لنقل الغاز من الجزائر عبر المغرب نحو إسبانيا، قد سارعت إلى تهديد إسبانيا بإيقاف إمدادات الغاز الجزائري في حالة إذا أعادت مدريد تصديره إلى المغرب. وكانت إسبانيا، عبر النائبة الثالثة لرئيس الحكومة، تيريزا ريبيرا، قد خرجت في تصريح أكدت فيه بأن إسبانيا لن تقوم بإعادة تصدير الغاز الجزائري نحو المغرب، وأن الغاز الذي سيتم تصديره عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي، هو الغاز الذي سيقتنيه المغرب من الأسواق الدولية. وفي نهاية نونبر من العام الماضي، كانت الجزائر قد أعلنت إيقاف استخدام أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، كخطوة ضد الرباط في ظل الأزمات الدبلوماسية بين البلدين، خاصة أن هذه الأزمات تزامنت مع انتهاء عقد استغلال هذا الأنبوب بين الجزائر والمغرب وإسبانيا، ليتقرر عدم تجديد العقد بعد عشر سنوات من العمل به. وفي الوقت الذي كانت تعتقد الجزائر، أن هذا القرار سيكون له تأثيرات سلبية على المغرب، يبدو أن الأخير لم يتأثر كثيرا بإيقاف إمدادات الغاز الجزائري، وسارع إلى إيجاد حلول بديلة، منها دخول السوق الدولي لاقتناء الغاز الطبيعي المسال.