قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن جاكوب زوما، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، سيمثُل أمام تحقيق قضائي هذا الأسبوع لاستجوابه على مدار خمسة أيام حول مزاعم فساد في عهده، ويعتبر ذلك سابقة أولى في تاريخ البلاد. وقالت الصحيفة البريطانية إن جاكوب زوما متهم بتزعم شبكة واسعة من الفساد والمحسوبية استنزفت مليارات الدولارات من خزانة الدولة وشوَّهت سمعة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC) الحاكم بطريقة لا يمكن إصلاحها. ولكن يُخشى أن يستغل السياسي المخضرم جلسات الاستماع لمهاجمة خليفته، سيريل رامافوزا، الذي أطاح زوما في عام 2018 مما زاد من حدة الصراع المرير بين فصائل الحزب المنقسم. ومع أن رامافوزا قاد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إلى نصر انتخابي مقبول في شهر مايو/أيار، لم يتمكن رجل الأعمال البارز البالغ من العمر 66 عاماً والناشط العمالي السابق من تأكيد سلطته على الحزب، ويقول مراقبون إن ما يبدو هو أن ضعفه يتزايد. وكتب المُعلِّق أدريان باسون بعد فترة وجيزة من خطاب رامافوزا التقليدي عن حالة الدولة يقول: «رامافوزا سيواجه أوقاتاً عصيبة للغاية والمدافعون عنه قليلون وقلما يظهرون». ولا تزال جنوب إفريقيا واحدة من أكثر المجتمعات في العالم التي لا تسودها المساواة، بعد ربع قرن من انتهاء نظام الفصل العنصري، وتشهد ارتفاعاً في معدلات البطالة وتدهوراً في الاقتصاد وارتفاع مستويات جرائم العنف. وأعلن الوزراء الأيام الماضية أن الجنود سينتشرون في الأحياء الفقيرة القريبة من غرب مدينة كيب تاون في أعقاب سلسلة من عمليات القتل التي نفذتها العصابات. وفي وقت سابق من هذا العام، عانت البلاد انقطاعات متكررة في الكهرباء. ومن المقرر أن التحقيق، الذي سيرأسه ريموهند زوندو، وهو أحد القضاة البارزين، سيتقصى مزاعم «الاستحواذ على الدولة» في جنوب إفريقيا أثناء حكم زوما الذي دام تسع سنوات. وقد بدأ بعد تقرير قدمته أمينة المظالم كشف عن أدلة واضحة على وجود اتصال مشبوه بين ثلاثة من رجال الأعمال الأثرياء الأشقاء -عائلة غوبتا- ومسؤولين كبار في إدارة زوما. ودعا التقرير، الذي لم يصل إلى حد تأكيد وقوع سلوك الإجرامي، إلى إجراء تحقيق في ما إذا كان زوما وبعض أعضاء حكومته وبعض الشركات الحكومية يتصرفون بصورة غير سليمة أم لا. وكان من بين الحالات التي استعرضها التقرير مزاعم لنائب وزير المالية آنذاك بأن الإخوة غوبتا عرضوا عليه أن يؤمنوا له وظيفة رئيسه، بالإضافة إلى مزاعم تقول إن زوما أمر شركات الدولة بمنح الإخوة غوبتا العطاءات. وذكر زوما أن الإخوة غوبتا الثلاثة -أتول وأجاي وراجيش- أصدقاؤه، لكنه ينفي أي استغلال للنفوذ في علاقتهم. وشهد التحقيق سلسلة من المزاعم الخطيرة الأخرى من الشهود في الأشهر الأخيرة، تطرقت إلى الرشوة المنهجية للمسؤولين من جانب الشركات التي تسعى للحصول على خدمات.