كشف تقرير لمؤشر "مسبار" المتخصص في كشف الأخبار والصور الزائفة، أن "طوفانا" من المعلومات الكاذبة رافقت تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي مع قضية الطفل ريان أورام، الذي توفي بعد أن سقط في بئر بإقليم شفشاون، إذ أوضح أن العديد من الصور والفيديوهات التي عجت بها الصفحات والحسابات الشخصية، مرفقةً بتدوينات تتحدث عن محاولات إنقاذه، كانت تتعلق بأحداث جرت في العديد من دول العالم. وأوضح التقرير أنه خلال عملية الإنقاذ، جرى نشر العديد من المواد المصوّرة المضللة بعضها نُشرت من طرف أشخاص مشهورين على غرار بعض الممثلين، من أبرزها كانت الصور المضللة التي ادعى متداولوها أنها لريان بعد خروجه من البئر، ولكنّ التحقق منها كشف أن إحدى هذه الصور قديمة ومرتبطة بحادثة سقوط طفل عراقي في بئر في الموصل. وتداول مستخدمون صورة أخرى، ادّعوا أنها لريان وهو في المستشفى بعد إنقاذه من البئر، لكن بالتحقق تبيّن أنها قديمة ومتداولة منذ عام 2018 وليس لها علاقة بالحادثة، كما انتشرت صورة لطفل يمني في مستشفى، كان قد توفي بسبب خطأ طبي، لكن من تداولوا الصورة نسبوها للطفل ريان وادعوا أنها التُقطت بعد خروجه من البئر. وأوضح التقرير أنه خلال محاولات إنقاذ الطفل انتشرت صور ومقاطع فيديو مضللة ادعى متداولوها أنها من العملية إذ جرى تداول مقطع تبين أن مديرية الدفاع المدني العراقية نشرته بتاريخ 31 دجنبر عام 2021، وذكرت أنه لعملية إنقاذ طفل تركماني من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن سقط في بئر ضيق، كما انتشر مقطعا فيديو ادعى متداولوهما أنّهما لرجال الإنقاذ وهم يحفرون يدويا لإخراج ريان من مكان احتجازه، ولكن بالتحقق تبين أن المقطعين قديمان ولا علاقة لهما بالحادثة. في سياق الحادثة نفسها، يقول التقرير، انتشر مقطع فيديو مضلل، ادعى متداولوه أنه يُظهر انتشال ريان من البئر بجهد أحد أعضاء فريق الإنقاذ، وظهر في المقطع أن سحب الطفل تم دون إجراء أي عملية حفر يدوي أو آلي، وهو ما دفع البعض للتشكيك بالأخبار والمقاطع المبثوثة من عمليات إنقاذ ريان في شفشاون، وبعد التحقق اتضح أنه يعود إلى حادثة سقوط طفل صيني يبلغ من العمر خمس سنوات، سقط في بئر في بلدة "تشينغيي" في شهر شتنبر عام 2016، وأنقذه رجل إطفاء بعد أن نزل إلى البئر وأمسك به وسحبه باستخدام حبل. لكن التزييف لم يطل الصور وقاطع الفيديو فقط، بل حتى التصريحات، حيث تداول مستخدمون تصريحا منسوبًا إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، جاء فيه "سنخصص مبلغًا من المال لرعاية الطفل ريان وعائلته إذا تم إنقاذه من البئر"، وبالتحقق من الادعاء اتضح أن التصريح زائف، إذ لم يصدر أي تصريح عن الدبيبة أو حكومته بشأن قضية الطفل ريان.