لازالت قضية سقوط الطفل المغربي ريان البالغ من العمر 5 سنوات في بئر ضيقة يصل عمقها إلى 32 مترا تحت الأرض في أحد الدواوير التابعة لجماعة تاموروت بإقليم شفشاون، تستأثر باهتمام دولي إلى حدود الساعة وبعد مرور حوالي يومين من واقعة سقوطه المأساوية. وحسب المعطيات المتوصل بها إلى حدود اللحظة من طرف عناصر الانقاذ التابعين إلى الوقاية المدنية المغربية، فإن الضحية الصغير لازال يتنفس ما يعني انه لازال على قيد الحياة، بالرغم من أنه وصل إلى مرحلة متقدمة من الوهن الجسدي، حيث لم يعد قادرا على تحريك يده كما كان يفعل في الساعات الماضية من يوم أمس. وقامت فرق الانقاذ إلى حدود اللحظة بالعديد من المحاولات لانتشال الطفل، حيث تم إنزال عدد من المتطوعين من أجل انتشاله، إلا أنهم جمعيا اصطدموا في الأمتار العشر الأخيرة بضيق المساحة في العمق، مما يجعل من مهمة المتطوع إكمال النزول إلى المكان العالق فيه الضحية مستحيلة. وبالموازاة مع محاولات الانقاذ التطوعية، لازالت عمليات الحفر بالقرب من البئر متواصلة منذ الساعات الأولى من يوم أمس الأربعاء، حيث تشير المعطيات الأخيرة أن عمليات الحفر تجاوزت 23 مترا في العمق، ما يعني أن لا زال هناك العديد من الأمتار التي يجب حفرها للوصول إلى العمق الذي يتواجد فيه الطفل العالق، ثم البدء بالحفر العرضي للوصول إليه، وهي عملية معقدة بدورها وتتطلب الكثير من الحذر. وتُعتبر عملية الانقاذ هذه، من أعقد العمليات في العالم، حيث شهدت العديد من المناطق في العالم أحداث مماثلة لسقوط أطفال في حفر عميقة لا يتجاوز اتساعها 30 سنتميترا، إحدى هذه الحوادث هي التي كانت قد وقعت في الصين في 2016، عندما أنقذ فرق الانقاذ الصينية طفلا صغيرا عمره 3 سنوات فقط بعد سقوطه في حفرة عميقة وضيقة في مقاطعة شاندونغ شرقي البلاد. وكان الضحية قد سقط في حفرة عمقها 90 مترا، لكنه علق على عمق 12 مترا من سطح الأرض، وتمت عملية إنقاذه عن طريق قيام رجال الإطفاء بإنزال حبل بنهايته حلقة وبعد محاولات عديدة تمكنوا من ربط الحلقة في ذراع الطفل وسحبه من الحفرة، وقال أطباء بعد فحص الطفل إنه بخير. وفي سنة 2018، سقط طفل في الهند في حفرة عمقها 35 مترا، وقد قامت السلطات بحفر حفرة موازية للحفرة التي سقط فيها الضحية على عمق 11 مترا حيث علق الضحية، وقد تم انتشاله بعدما ظل يومين عالقا فيها. وبالنظر إلى عمق سقوط الطفل المغربي ريان، وبالنظر أيضا لوجود حجرة عالقة فوقه على بعد أمتار، فإن عملية انقاذه تُعتبر من أعقد العمليات، وهي عملية تتابعها الألاف من الأنظار داخل المغرب وخارجه وليس لأغلب المتابعين قدرة على فعل شيء سوى الدعاء للضحية الذي لازال صامدا بالرغم من طول المدة بدون أكل، ويتم تزويده فقط بالأوكسيجين وبقطرات الماء.