اشترط حزب "فوكس" الإسباني ذو التوجه اليميني المتطرف، اعتراف المغرب بسيادة إسبانيا على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من أجل إعادة فتح حدودهما من جديد، ودعا الحكومة الإسبانية لتكون أكثر حزما معا ما وصفه ب"التحرشات المغربية" على المدينتين. وأعرب "فوكس" عن هذه المواقف عبر النائبة البرلمانية عن حزب "فوكس" في مدينة سبتة، تيريزا لوبيز، في حوار مع صحيفة "إلبويبلو دي سوتا" المحلية في المدينة السليبة، حيث اعتبرت أن سياسة المغرب مع سبتة ومليلية تهدف إلى محاصرتهما والضغط على إسبانيا بالاعتماد على تدفقات المهاجرين السريين. وقالت لوبيز في ذات الحوار، أن تعامل الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز مع المغرب في العديد من القضايا ذات الطابع المتوتر مع الرباط في الفترة الأخيرة، تتسم بالضعف، مما يُشجع المغرب، حسب تعبيرها، على مواصلة ضغطها و"تحرشه" ضد إسبانيا عبر سبتة ومليلية. وعلى عكس أغلب الأطياف السياسية في مدينة سبتةالمحتلة، فإن حزب "فوكس" يطالب من إسبانيا عدم فتح حدود سبتة ومليلية مع المغرب، إلا بعد أن يقوم الأخير بالاعتراف بسيادتها عليهما، حيث أن المملكة المغربية لا تعترف رسميا بانتماء المدينتين إلى إسبانيا، وتعتبرها مناطق مغربية محتلة من طرف سلطات شبه الجزيرة الإيبيرية. وشهد ملف سبتة ومليلية في العامين الأخيرين عودة قوية إلى الواجهة بين المغرب وإسبانيا، خاصة بعد تصريح رئيس الحكومة المغربية السابق، سعد الدين العثماني، عندما قال في مقابلة تلفزية، أنه سيأتي الوقت الذي سيفتح فيه المغرب ملف سبتة ومليلية، باعتبارهما أراضي مغربية محتلة من طرف إسبانيا، وهو الكلام الذي أثار ضجة كبيرة في الصحافة الإسبانية ودفع المسؤولين الإسبان إلى انتقاد هذا التصريح، مشددين على أن سبتة ومليلية مدينتين إسبانيتين وستظلان كذلك. وفي هذا السياق، قال الباحث الإسباني في مركز برشلونة للشؤون الدولية، إدوارد سولير، أمس الأحد، أن المغرب لن يخفف ضغطه على إسبانيا من أجل اتخاذ خطوة لصالحه في قضية الصحراء، بل سيزيد على هذه القضية ملف سبتة ومليلية المحتلتين خلال هذه السنة. وأضاف ذات الباحث، في تصريح لوكالة الانباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا برس"، أن المغرب يسعى لجعل ملف مدينتي سبتة ومليلية وباقي المناطق والجزر التي تخضع للسيادة الإسبانية إلى "مشكلة" مع إسبانيا، وهو ما لا ترغب فيه الأخيرة. وقال سولير، أن المدينتين الواقعتين في شمال المغرب تعانيان الآن من خنق اقتصادي من طرف المملكة المغربية، وأن ما يعيشانه جراء إغلاق المعبرين الحدوديين مع المغرب لم يعد مستساغا ربطه بالوضعية الوبائية، في إشارة إلى أن الأمر يتعلق بمحاصرة مقصودة من طرف المغرب. وأضاف المتحدث نفسه، أن المغرب سيتجه إلى إعادة ملف سبتة ومليلية إلى واجهة النقاش، على غرار ما تفعل إسبانيا مع المملكة المتحدة بشأن جبل طارق، من أجل دفع إسبانيا للحديث ومناقشة موضوعهما، وهو ما يعني زيادة الضغوطات على مدريد التي لا تريد فتح النقاش بشأن هاتين المدينتين. ويدخل هذا الضغط من طرف المغرب، وفق إدوارد سولير، في إطار رغبة الرباط في الدفع بإسبانيا من أجل اتخاذ موقف صريح بشأن قضية الصحراء، مثل الموقف الذي اتخذته الولاياتالمتحدةالأمريكية في سنة 2020 خلال إدارة دونالد ترامب، عندما اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء.