سلطت وكالة أوروبا برس في مقال تحليلي تحت عنوان "المغرب لا يخفف الضغط في الصحراء"، الضوء على تطورات العلاقات بين المغرب وإسبانيا في ظل التلميحات التي وجهها الملك الإسباني فليب السادس مؤخرا إلى الرباط. وقالت الوكالة أن المغرب يضيف سبتة ومليلية المحتلتين إلى التوتر المتنامي في العلاقات وفشل محاولات الحوار ومبادرات المصالحة. ونسبت للمغرب ممارسة الضغط على إسبانيا مقابل المصالحة، مستشهدة بتصريحات مسؤولين مغاربة من رئيس حكومة والناطق الرسمي باسم الحكومة الذين يطالبون بموقف واضح من إسبانيا في ملف الصحراء المغربية. وتبرز الوكالة سياسة المغرب الرامية، بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، إلى مطالبة الدول بموقف واضح من هذا النزاع أي تأييد مغربية الصحراء، علما أن الاعتراف الأمريكي هو المفجر الحقيقي للأزمة الشائكة في الوقت الراهن بين الرباط ومدريد بسبب قيام الأخيرة بمطالبة واشنطن التراجع عن هذا الاعتراف، الأمر الذي لم يستسغه المغرب من دولة يعتبرها شريكا استراتيجيا. وتستعرض الوكالة ما تعتبره سياسة هجومية من طرف المغرب خلال الشهور الماضية من خلال إقامة مزرعة لتربية الأسماك بالقرب من الجزر الجعفرية التي تحتلها إسبانيا، ثم الترخيص لشركة إسرائيلية بالتنقيب على النفط في مياه الصحراء قبالة جزر الكناري. علاوة على ما حدث في الماضي عندما تساهل المغرب مع دخول عشرة آلاف مغربي في ظرف 24 ساعة إلى سبتةالمحتلة. وترى أن الملف المقبل حول التوتر سيكون هو مطالبة المغرب باستعادة سبتة ومليلية، وتقوم بتأويل قرار مفترض لوزارة الداخلية بعدم اعتبار سبتة ومليلية نقاطا حدودية كما عليه الشأن منذ استقلال المغرب بل مجرد نقط أمنية. ورغم صدور بيان تكذيبي عن المغرب، إلا أنه يخالج السلطات الإسبانية اتخاذ المغرب موقفا لا سيما في ظل استمرار إغلاق هذه المعابر البرية منذ مارس 2020، أي قرابة سنتين، إلا في حالات استثنائية مثل الترخيص بعودة المغاربة العالقين أو عودة بعض المهاجرين الذين اقتحموا سبتة خلال مايو الماضي. ويذكر أن إسبانيا بدورها تقوم شهريا بتمديد إغلاق هذه المعابر. وتنقل الوكالة تصريحات خبير من معهد التفكير الاستراتيجي "سيدوب" إدوارد سولر بأن ملف سبتة ومليلية سيكون مركزيا خلال سنة 2022، مشيرا إلى أن جائحة كورونا التي ترتب عنها إغلاق الحدود قد أخفت حتى الآن ما يعتبره "مخططات المغرب لطرح الملف سياسيا". ولا يستبعد طرح المغرب لملف المدينتين بالتوازي مع طرح إسبانيا استعادة السيادة على جبل طارق رغم التحسن الذي قد يطرأ على العلاقات الثنائية.