الرباط مصطفى الحجري لجأ المستشار البرلماني يحيى يحيى إلى الاستعانة بعون قضائي وخبير محلف لإثبات التصريحات التي أدلى بها الشيخ بيد الله لوكالة «أرووبا بريس»، والتي اعتبر فيها أن الوقت غير مناسب لفتح ملف سبتة ومليلية مع إسبانيا. وتأتي هذه الخطوة تمهيدا لطرح هذا الموضوع ضمن ملف متكامل على باقي المستشارين، مرفقا بدعوة لمقاطعة المعرض البرلماني الإسباني المغربي، إضافة إلى دعوة رئيس مجلس المستشارين لتقديم اعتذار رسمي بعد أن تراجع بيد الله عن مضمون تلك التصريحات إثر الضجة التي أحدثتها، والتي تزامنت مع توتر واضح في العلاقات المغربية الإسبانية. وقام عون قضائي بمعاينة مضمون التصريحات من موقع وكالة «أروبا بريس» وإحالته ضمن محضر قانوني على خبير محلف من أجل ترجمته، وهي الترجمة التي أظهرت بوضوح أن بيد الله قال إن المغرب ينتظر «مناخا أفضل للحديث مع إسبانيا حول سبتة ومليلية»، رغم أن وزير الخارجية سعد الدين العثماني وجه دعوة صريحة لنظيره الإسباني من أجل فتح هذا الملف. و في تصريح للمستشار البرلماني يحيى يحيى أكد أن رئيس مجلس المستشارين حاول «تضليل» الرأي العام الوطني حول ما أدلى به لوكالة الأنباء «أوروبا بريس» ب«التملص وإنكار تصريحاته من خلال بعض وسائل الإعلام الوطنية»، ومفادها «أن المغرب لا ينوي في الوقت الراهن مطالبة إسبانيا بفتح نقاش حول السيادة على سبتة ومليلية والجزر المحتلة من قبل المملكة الإسبانية». وقال يحيى إن بيد الله استغل الدبلوماسية البرلمانية «لإظهار المغرب ضعيفا أمام إسبانيا وعلى حساب سيادته»، وهو ما يستلزم منه تقديم اعتذار رسمي إلى جميع النواب والمستشارين وإلى الشعب المغربي. وأضاف يحيى أن التصريحات التي أدلى بها بيد الله في مدريد في 24 يونيو المنصرم هي التي فتحت الباب أمام إسبانيا «لاستفزاز مشاعرنا بعد ولوج وزير الداخلية الإسباني عبر مليلية المحتلة. وأكد يحيى أنه سيسعى إلى القيام بحملة تصحيحية وتذكيرية في أوساط رؤساء الفرق البرلمانية للمطالبة ب«التطرق في أي اجتماع مع الجارة الشمالية لقضية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية». كما ستتم دعوة أعضاء مجلس المستشارين إلى مقاطعة المعرض البرلماني الإسباني المزمع انعقاده مباشرة قبل القمة المقررة في 12 شتنبر 2012 في حالة عدم إدراج نقطة الأراضي المغربية التي لا زالت تحتلها إسبانيا.