دعا البرلماني المغربي ورئيس لجنة الصداقة المغربية الإسبانية، يحيى يحيى، سكان مدينتي سبتة ومليلية إلى الامتناع عن التصويت في الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في 9 مارس المقبل، احتجاجا، حسب قوله، على «المفارقة التاريخية» التي تعيشها المدينتان. وذكر يحيى في اتصال به من طرف «المساء» أنه أصدر بيانا يدعو فيه إلى «مقاطعة» الانتخابات تعبيرا عن حالة «الاستياء» التي تعيشها ساكنة المدينتين بسبب «حالة الاحتلال الراهنة «ومن أجل إثبات «مرة وإلى الأبد» «رغبتهم في اندماج سبتة ومليلية في المغرب. وأشار البرلماني إلى أنه رغم كون إسبانيا حققت خلال العقود القليلة الماضية نقلة تجاه إقرار نظام الحرية والديمقراطية، فإنها «لا تزال تعمل وفق الصبغة الاستعمارية السابقة في شمال إفريقيا، محافظة على نظامها الفعال لوجودها غير الشرعي على اثنين من الجيوب المحتلة، وكذلك على عدد من الجزر والصخور التي تمتد على طول ساحل البحر المتوسط. وفي نفس السياق فقد أكد رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا إدارة الاستعمار الإسباني والوحدة الترابية للمغرب وجود «شرائح كبيرة» من الأشخاص في مدينتي سبتة ومليلة لا يعترفون «لا بالعلم، ولا بالرموز، ولا بالمؤسسات الخاضعة لقوانين المستعمر المحتل»، مضيفا أن هذه الفئة من السكان هي «ضحية للظلم والتمييز اليومي»، حيث يتم إخراس صوتها وتهميشها من طرف نظام ما زال يعمل بالعقلية الاستعمارية للقرن التاسع عشر عوض التعامل كدولة ديمقراطية أوروبية في هذه الألفية الجديدة». وفي رأي يحيى يحيى، البرلماني المغربي القاطن بمدينة مليلية، فإن الانتخابات الإسبانية العامة هي مجرد «مهزلة انتخابية جديدة» داخل حلبة «استعمارية» لا تأخذ بعين الاعتبار «آراء وتطلعات فيلق الرافضين المغاربة الذين يعيشون داخل حدود مسيجة للمدينتين المحتلتين». لذلك يقول يحيي إن دعوته لسكان مدينتي سبتة ومليلة بالامتناع عن التصويت أو مقاطعة هذه الانتخابات هي رسالة «واضحة وقوية وحازمة» إلى السلطات الإسبانية بسبب «الإهانة» التي تلحقها بالمغاربة والناجمة عن وجودها في المدينتين، وكذلك من أجل حثها على مغادرة هاتين المدينتين في أسرع وقت ممكن، حتى يستعيد المغرب حقه الذي كان دائما واضحا وشرعيا». وسبق ليحيى يحيي أن انتقد أثناء زيارة راخوي للمدينتين «الموقف السلبي للجمعيات المغربية المتواجدة على التراب الإسباني بخصوص تلك الزيارة، وخاصة الجمعيات المهتمة بموضوع الهجرة، ولعدم وجود أي رد فعل من طرف أي ممثل للمغرب». كما استغرب عدم اعتقاله من طرف السلطات الإسبانية لدى دخوله إلى مدينة مليلية، حيث كان قد صدر في حقه أمر بالاعتقال. وكان عباس الفاسي قد أشار إلى أن ملف «سبتة ومليلية هو مسألة وقت لا أكثر». مؤكدا عن ثقته التامة في «أن يطرح يوما ما ملف مدينتي سبتة ومليلية على طاولة المفاوضات بين المغرب وإسبانيا، ومشددا في حوار له مع وكالة «إيفي» الإسبانية للأنباء على أن المغرب قد استرجع سيادته على شمال البلاد بعد الحماية الإسبانية، وبعد ذلك على طرفاية، وسيدى إفني والصحراء»، مشيرا إلى أن كل ذلك تم من خلال «المفاوضات مع مدريد، في إطار علاقات الصداقة وحسن الجوار».