قال الباحث الإسباني في مركز برشلونة للشؤون الدولية، إدوارد سولير، أن المغرب لن يخفف ضغطه على إسبانيا من أجل اتخاذ خطوة لصالحه في قضية الصحراء، بل سيزيد على هذه القضية ملف سبتة ومليلية المحتلتين خلال هذه السنة. وأضاف ذات الباحث، في تصريح لوكالة الانباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا برس"، أن المغرب يسعى لجعل ملف مدينتي سبتة ومليلية وباقي المناطق والجزر التي تخضع للسيادة الإسبانية إلى "مشكلة" مع إسبانيا، وهو ما لا ترغب فيه الأخيرة. وقال سولير، أن المدينتين الواقعتين في شمال المغرب تعانيان الآن من خنق اقتصادي من طرف المملكة المغربية، وأن ما يعيشانه جراء إغلاق المعبرين الحدوديين مع المغرب لم يعد مستساغا ربطه بالوضعية الوبائية، في إشارة إلى أن الأمر يتعلق بمحاصرة مقصودة من طرف المغرب. وأضاف المتحدث نفسه، أن المغرب سيتجه إلى إعادة ملف سبتة ومليلية إلى واجهة النقاش، على غرار ما تفعل إسبانيا مع المملكة المتحدة بشأن جبل طارق، من أجل دفع إسبانيا للحديث ومناقشة موضوعهما، وهو ما يعني زيادة الضغوطات على مدريد التي لا تريد فتح النقاش بشأن هاتين المدينتين. ويدخل هذا الضغط من طرف المغرب، وفق إدوارد سولير، في إطار رغبة الرباط في الدفع بإسبانيا من أجل اتخاذ موقف صريح بشأن قضية الصحراء، مثل الموقف الذي اتخذته الولاياتالمتحدةالأمريكية في سنة 2020 خلال إدارة دونالد ترامب، عندما اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء. وحسب أوروبا برس، فإن الموقف الإسباني في هذا الجانب لازال مثلما أعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس مؤخرا، عندما قال بأن إسبانيا مع إيجاد حل عادل تحت مظلة الأممالمتحدة، وهو الموقف الذي لا يحظى بدعم من المغرب باعتباره موقفا حياديا بشكل سلبي. وكان المغرب واضحا في هذا السياق، حيث أن الملك محمد السادس في ذكرى المسيرة الخضراء في يونيو الماضي، قال في خطاب بهذه المناسبة بالحرف "كما نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية". وتُعتبر إسبانيا من أكثر البلدان الأجنبية المستثمرة في الصحراء المغربية، وهو ما يجعلها داخل خانة البلدان ذات أصحاب "المواقف الغامضة والمزدوجة" حسب خطاب الملك محمد السادس، وبالتالي فإن إسبانيا يجدر بها، وفق عدد من المتتبعين، الخروج من هذه الدائرة والتعبير بشكل واضح عن موقفها من قضية الصحراء. ويبدو المغرب هذه المرة أكثر إصرار على دفع البلدان التي يرتبط معها بعلاقات قوية ومتشعبة في مجالات مختلفة، إلى اتخاذ مواقف صريحة في قضية الصحراء، على غرار ما فعلته الولاياتالمتحدةالأمريكية في دجنبر 2020، عندما أعلنت اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء.