تكاد لا تمر جلسات البرلمان الإسباني التي تقيم عمل حكومة بيدرو سانشيز دون الحديث عن العلاقات مع المغرب وملف الصحراء وأزمة الهجرة ومصير المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، خاصة من طرف الأحزاب التي تعادي المغرب والمقربة من جبهة البوليساريو الانفصالية. ووجهت تيريزا لوبيز، نائبة برلمانية حزب فوكس، سؤالا لوزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا تتساءل فيه عن الخطر الذي يهدد مدينتي سبتة ومليلية، بعد التصريحات المتتالية للمغرب عن المدينتين المحتلتين.
وردت غونزاليس لايا على لوبيز قائلة: "أنا أقدر قلقك بشأن قضايا السيادة، إن سبتة ومليلية ليستا في خطر ولن تكونا كذلك"، مضيفة أنه حان وقت الإجماع عن قضايا الدولة الكبرى والاتحاد لمواجهة التحديات.
ويذكر أن استطلاعا للرأي تداولت نتائجه عدة مواقع محلية كشف أن 20% من الإسبان يعتقدون أن سبتة ومليلية ستصبحان جزءا من المغرب في ظرف 20 إلى 25 سنة القادمة.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد البحوث الاجتماعية، اختلاف وجهات نظر المستجوبين حول مستقبل المدينتين المحتلتين.
ويعتقد 20.3% من المشاركين في الدراسة أن مدينتي سبتة ومليلية ستصبحان جزءا من المغرب في غضون ال 20 أو ال25 سنة القادمة، بينما يرى 53.6% أن وضعيتهما لن تتغير.
ويأتي الاستطلاع في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين الرباطومدريد أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، اندلعت بعد استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي.
وأعاد التوتر الدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا ملف مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين إلى الواجهة من جديد، بعد إعلان الاتحاد الأوروبي وقوفه مع إسبانيا في أزمتها مع الرباط، حيث اعتبر مارغاريتيس شيناس، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية أن "سبتة هي أوروبا"، في الوقت الذي وصف مجلس النواب خلال اجتماع طارئ عقده قبل نحو أسبوع مدينة سبتة ب"المحتلة".
وفي السياق نفسه، أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس الثلاثاء، أن الحكومة تدرس ضم جيبي سبتة ومليلة إلى "منطقة شيغن" الأوروبية، ما يعني أن مدريد ستفرض التأشيرة على المغاربة القاطنين في البلدات المحيطة بالجيبين، والذين اعتادوا دخولهما بحرية.