أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اليوم الثلاثاء، إنشاء مدينة نيوم الصناعية "أوكساجون"، التي تشكل خطوة أخرى ضمن مخطط نيوم الرئيسي، وتستهدف تقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية . وقال الأمير محمد بن سلمان، في تصريح له، إن المدينة الصناعية "أوكساجون ستكون حافزا للنمو الاقتصادي والتنوع في نيوم بشكل خاص والسعودية بشكل عام، ما يلبي طموحاتنا في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، مضيفا أنها "ستسهم في إعادة تعريف توجه العالم نحو التنمية الصناعية في المستقبل، جنبا إلى جنب مع إسهامها في حماية البيئة، وخلق فرص جديدة للعمل وتحقيق النمو". وأضاف أن "(أوكساجون) ستشارك في دعم السعودية في مجال التجارة الإقليمية، إضافة إلى دعم تدفقات التجارة العالمية في المنطقة". وتحتل "أوكساجون" منطقة كبيرة في الركن الجنوبي الغربي من نيوم، وتتركز البيئة الحضرية الأساسية حول الميناء المتكامل ومركز الخدمات اللوجيستية الذي سيضم غالبية سكان المدينة الصناعية، ويقلل التصميم الثماني الفريد للمدينة من أي تأثيرات على البيئة، حيث سيدعم توجه نيوم في الحفاظ على ما نسبته 95 في المائة من البيئة الطبيعية، كما تشكل المدينة أكبر هيكل عائم في العالم وتعد مركزا لتطوير نيوم ل"الاقتصاد الأزرق" وذلك بالاعتماد على البحار في تحقيق التنمية المستدامة. وترتكز مدينة نيوم الصناعية على ذات الفلسفة والمفاهيم الخاصة بمجتمعات "ذا لاين" التي تم إطلاقها في يناير 2021، حيث ستوفر إمكانية عيش استثنائية متجانسة مع الطبيعة، من خلال موقع مثالي على البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس، التي يمر عبرها حوالي 13 في المائة من التجارة العالمية، وستكون المدينة من أكثر المراكز اللوجيستية تقدما في العالم من الناحية التقنية بوجود أحدث ميناء متكامل وارتباطها بمطار. ومن خلال "أوكساغون"، ستتميز نيوم بأول نظام بيئي متكامل لسلسلة التوريد والموانئ في العالم حيث سيتم توحيد تشغيل مرافق تسليم الموانئ والخدمات اللوجيستية والسكك الحديدية، ما يوفر مستويات إنتاجية عالمية مع انبعاثات كربونية صفرية، وستسمح سلسلة التوريد والخدمات اللوجيستية المادية والرقمية المتكاملة بالتسليم الآمن وفي الوقت المحدد، وضمان الكفاءة والفاعلية من حيث التكلفة لشركاء الصناعة. وتعتمد المدينة الصناعية على أكثر التقنيات تقدما مثل إنترنت الأشياء، وتفاعل الإنسان مع الآلة، والذكاء الاصطناعي والقدرة على التوقع، والروبوتات، وجميعها مقترنة بشبكة من مراكز التوزيع المستقلة والمؤتمتة بالكامل بما يخدم طموحات نيوم في إنشاء سلسلة إمداد متكاملة وذكية وفعالة. كما تشكل مركزا للصناعات النظيفة والمتقدمة، حيث سيكون صافي الانبعاثات صفرا ، من خلال العمل بالطاقة النظيفة بنسبة 100 في المائة، وستصبح نقطة محورية لقادة الصناعة الذين يرغبون في قيادة التغيير لإنشاء مصانع متقدمة ونظيفة في المستقبل. في الوقت نفسه، فإن التنمية الصناعية للمدينة ترتكز على سبعة قطاعات، هي الطاقة المستدامة، والتنقل المستقل، وابتكار حلول للمياه، والإنتاج الغذائي المستدام، والصحة والرفاهية، والتقنية والتصنيع الرقمي (بما في ذلك الاتصالات وتقنية الفضاء والروبوتات)، وطرق البناء الحديثة؛ وكلها مدعومة بالطاقة المتجددة بنسبة 100 في المائة. وتستهدف المدينة الصناعية إنشاء اقتصاد دائري حقيقي مع بيئة تعاونية مبنية على البحث والابتكار، وستحتضن المدينة النظام البيئي في التعليم والبحث والابتكار (ERI) لمنافسة المراكز العالمية القائمة، كما يجري تطوير المدينة الصناعية بشكل مميز، وبتصاميم لمرافق التصنيع الكبيرة ومنها أكبر مشروع هيدروجين أخضر في العالم وكذلك أكبر مصنع لبناء وحدات معيارية في العالم وأكثرها تقدما مع شركة "غولف موديلار إنترناشيونال"، إضافة إلى أكبر مركز بيانات فائق النطاق في المنطقة، وهو مشروع مشترك بين نيوم و"فاس إينرجي".