في تقرير مطول لها، أكدت صحيفة ال El ESPAÑOL أن هناك حقيقة مؤكدة بدأت تلوح في الأفق، وهي اعتراف المملكة المتحدة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، مقابل إنشاء مشروع ضخم سيكلف 22 مليار دولار تُزود من خلاله المملكة المغربية 7 ملايين بيت بريطاني بالطاقة الكهربائية النظيفة. وحسب الصحيفة الإسبانية، فإن اللمسات الأخيرة قد وُضعت على مشروع عملاق يخص تزويد بريطانيا بالكهرباء النظيف المنتج في الصحراء المغربية من مزارع الرياح والطاقة الشمسية من خلال أربعة كابلات بحرية بطول 3800 كيلومتر، ستزود بريطانيا سنويا بما يعادل 8 في المائة من حاجياتها من الكهرباء من الطاقات المتجددة النظيفة. وحسب ال El ESPAÑOL فإن الحقيقة المؤكد التي سترافق هذا المشروع هو دعم صريح من المملكة المتحدة للمغرب في قضية الصحراء على غرار ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية الحليف الاستراتيجي لبريطانيا. وأكدت الصحيفة أن اعتراف بريطانيا بسيادة المغرب على الصحراء مسألة وقت ليس إلاّ، يقابل ذلك مصالح اقتصادية متبادلة أبرزها مشروع "إكس لينكس" (Xlinks) للتزود بالكهرباء النظيف، والذي سيمر تحت البحر وسيكلف ما يقارب 21.9 مليار دولار أمريكي، ويمتد لمسافة 3800 كيلومتر من السواحل المغربية إلى الأراضي البريطانية. وسيجلب المشروع الطاقة من مزارع مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الواسعة النطاق في المغرب، والبالغة طاقتها الإجمالية 10.5 جيغاواط، وعلى عكس الروابط الأخرى في المملكة المتحدة، فإن هذا المشروع سيزود بريطانيا وحدها بالطاقة، حيث يستهدف تزويد 7 ملايين منزل بالطاقة النظيفة. وتسعى الحكومة البريطانية لتعزيز المزيد من القدرات المتجددة لاستبدال الغاز الذي يتعرض لتقلبات الأسعار على المستوى العالمي، في وقت سلطت أزمة الطاقة الأخيرة الضوء على الحاجة إلى إمدادات بديلة. وتعتبر هذه الروابط حيوية للحصول على الطاقة من الدول ذات الموارد المختلفة، وتخطط بريطانيا لمضاعفة قدرتها ثلاث مرات في عام 2030، من خلال الربط الكهربائي. في هذا السياق، يقول سيمون موريش، مؤسس شركة "إكس لينكس" ورئيسها التنفيذي: "نحن نتعامل مع هذا المشروع باعتباره توليداً للطاقة عن بُعد، ولهذا فإن إنتاجه مخصص لسوق الطاقة في بريطانيا فقط، وتأتي هذه الإمدادات من منطقة ذات أنماط طقس مختلفة كلية، ولا يوجد ترابط مناخي بين المصدر والسوق، ولهذا فإنها توفر قدراً هائلاً من المرونة لنظام الطاقة البريطاني". وبحسب ديف لويس، الرئيس السابق لشركة "تيسكو"، وبادي بادماناثان، الرئيس التنفيذي لشركة "أكوا باور" السعودية، العضوان في فريق قيادة المشروع، فإن الرابط يمكن أن يزود 7 ملايين منزل بريطاني بالطاقة الكهربائية. وستُشيد الشركة البريطانية خزانا للطاقة الكهربائية تصل قدرته إلى 25 جيغاواط في الساعة لنقل الكهرباء إلى المملكة المتحدة، في إطار سعيها وراء الاستقلال عن مصادر الطاقة الأوروبية وتحديدا وسائط الكهرباء الإسبانية من جهة، ومن جهة أخرى المساهمة في خطة لندن لوضع حد نهائي لمصادر الطاقة التقليدية مع متم سنة 2050.