شرعت السلطات المغربية في تسييج حدود سبتةالمحتلة، بالأسلاك الشائكة، وبالضبط في النقاط الحدودية التي يلتقي فيها البر بالبحر، بكل من منطقة تراخال من جهة الفنيدق، ومنطقة بينزو من جهة بليونش، حيث تم وضع الأسلاك الشائكة الدائرية في عمق البحر. وحسب ما أوردته مصادر إعلامية محلية بسبتة، فإن أشغال تسييج المناطق الحدودية لازالت مستمرة من الجانب المغربي، مشيرة إلى أن التسييج يستهدف المناطق التي تشهد أكثر محاولات الاقتحام من طرف المهاجرين السريين، سواء المغاربة أو الذين ينحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا. كما لوحظ تعزيز القوات المغربية لعناصرها في كل من تراخال وبليونش، في خطوة يبدو أن الهدف منها تشديد المراقبة لمنع أو التصدي لأي محاولات جديدة لاقتحام حدود سبتةالمحتلة من جديد على غرار ما وقع منذ حوالي 3 أسابيع عندما تمكن الآلاف من المهاجرين المغاربة والقاصرين من دخول المدينة عن طريق السباحة. ويُتوقع أن يؤدي تسييج الحدود مع سبتةالمحتلة بالأسلاك الشائكة إلى انتقادات من طرف منظمات حقوقية مغربية وإسبانية ودولية، على اعتبار أن هذه الأسلاك تسبب أضرار جسدية بليغة للمهاجرين الذين يحاولون العبور نحو سبتة، ويطالبون بتغييرها بأسيجة آمنة تُعرقل العبور دون التسبب في أذى جسدي. وكانت ضغوطات المنظمات الحقوقية الإسبانية والدولية على الحكومة الإسبانية، قد دفعت بحكومة بيدرو سانشيز إلى إزالة كافة الأسلاك الشائكة من السياج الحدودي لكل من سبتة ومليلية المحتلتين، وقد تم تغييرهما بالكامل بأعمدة حديدية لولبية. ولم تُسجل مدينة سبتة بعد الانتهاء من إعداد الأسيجة الجديدة الآمنة سوى محاولات قليلة للاقتحام من طرف المهاجرين، ولا يتعدى عدد المقتحمين بتجاوز السياج الجديد 10 مهاجرين، فيما شكلت الحدود المائية القريبة من البر نقطة الضعف مؤخرا حيث تسلل منها آلاف المهاجرين. وكانت الحكومة الإسبانية بعد أزمة تدفق الالاف من المهاجرين على سبتة، قد صادقت على تخصيص 30 مليون أورو للمغرب، من أجل مساعدته في التصدي للمهاجرين السريين، ويُرجح أن عمليات التسييج الجارية الأخيرة تدخل في هذا الاتفاق.