تحدث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في حوار مطول مع مجلة "لو بوان" الفرنسية، عن العلاقات الثنائية مع المغرب، والتوتر المستمر بين البلدين، بسبب قضية الصحراء، مُحملا مسؤولية القطيعة في العلاقات إلى المملكة المغربية، كنظام وليس كشعب "الذي نحترمه" حسب تعبيره. ومثلما هو معتاد في تصريحاته الأخيرة بشأن المغرب، قال تبون، بأن النظام المغربي هو سبب القطيعة بين البلدين والسبب في إغلاق الحدود، فالمغرب" هو دائما المعتدي علينا منذ مدة طويلة، ونحن لن نهاجم قط جارنا"، مشيرا إلى أنه لا يُمكن أن يتم فتح الحدود مع "جار يعتدي علينا يوميا". وأضاف تبون في هذا السياق، بأن الجزائر ستنتقم في حالة إذا تعرضت لهجوم، قبل أن يضيف "أشك في أن المغرب سيحاول فعل ذلك، فميزان القوى ليس في مصلحته"، في تلميح إلى تفوق الجزائر من حيث الترسانة العسكرية مقارنة بما يمتلكه المغرب من أسلحة. وتحدث تبون في ذات الحوار، على قضية الصحراء المغربية، حيث طالب المغرب بالعودة إلى إيجاد حل مقبول على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن افتتاح بعض القنصليات الدولية في مدينتي الداخلة والعيون لا يعني أن القضية انتهت، واعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء "لا تعني شيئا" حسب تعبيره. ويبدو أن الرئيس الجزائري لم يحد عن ما يصفه الكثير من المتتبعين للعلاقات المغربية الجزائرية ب"الأسطوانة" المكررة، بتوجيه أصابع الاتهام للمغرب في كل التوترات الحاصلة بين البلدين، بالرغم من الاستفزاز الجزائري المتواصل في قضية الصحراء، وآخرها قيامه يوم أمس الأربعاء بزيارة زعيم "البوليساريو" ابراهيم غالي في مستشفى جزائري حيث يستأنف علاجه مما قيل إصابته بفيروس كورونا. كما اعتبر متتبعون، أن تصريح الرئيس الجزائري، بأن الجزائر ستنتقم من المغرب في حالة إذا تعرضت للهجوم، ويضيف بأن المغرب لن يستطيع الهجوم بسبب ميزان القوى الذي ليس في صالحه، هو استفزاز صريح للمغرب، خاصة أن الأخير لم يتحدث أو يلمح لا من بعيد أو من قريب باحتمالية هجومه على الجزائر. كما أن المغرب لم يُعر أي هتمام، وفق العديد من المتتبعين، للاستفزازت الجزائرية بعد استقبال زعيم "البوليساريو"، حيث لم يخرج بأي تصريح رسمي يتهم فيه الجزائر أو يهدد، مما يجعل تصريح تبون، مجرد استفزاز لا غير وفق وصف الكثيرين. ويخصوص ميزان القوى العسكري، الذي يبقى فيه التفوق عدديا للجزائر، يرى عدد من الخبراء العسكريين، أن التفوق العددي في العتاد لا يُعتبر عاملا حاسما في الانتصار في الحروب، فالتكيتيكات الحربية والخطط تبقى هي أبرز العوامل الحاسمة في الانتصارات، مشيرين إلى أمثلة كثيرة، مثل الحرب الأمريكية الفيتنامية وغيرها.