عاد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى تكريس عدائه الشديد للمملكة المغربية، واصفا إياها ب"الجار المعتدي والمستفز". وتزامنا مع زيارته زعيم ميليشيات "البوليساريو" في المستشفى العسكري بالجزائر العاصمة، أجرى تبون حوارا مطولا مع صحيفة "لوبوان" الفرنسية، خاض فيه في مواضيع مختلفة من قبيل مرضه ب"كورونا" والحراك الشعبي الذي تشهده البلاد وعلاقاتها الخارجية مع فرنسا والمغرب. ولدى حديثه عن المغرب، قال تبون إن "المغرب كان دائما هو المعتدي"، متابعا: "القطيعة تأتي من المغرب، أقصد النظام الملكي وليس الشعب المغربي الذي نحترمه". وأضاف: "لن نهاجم جارنا، لكننا سنرد إذا تعرضنا لأي هجوم"، مستدركا: "أشك في أن المغرب سيحاول القيام بذلك، فميزان القوى ليس في مصلحته". وبشأن سؤال حول فتح الحدود البرية مع المغرب، جزم رئيس الجمهورية الجزائرية: "لا يمكن فتح الحدود مع جار يقوم باستفزازك والتهجم عليك يوميا". وبخصوص الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، شدد تبون على موقفه الرافض لهذه الخطوة التي أحدثت زلزالا في شمال إقريقيا وشكلت ضربة قاسية لأطروحة الانفصال التي تقف وراءها البوليساريو والجزائر. وفي هذا الصدد، قال قاطن قصر المرادية: "كيف يمكن أن نفكر في تقديم أرض كاملة لملك بكل سكانها؟ أين احترام الشعوب؟"، داعيا إلى "حل مقبول وفق القانون الدولي". وزاد المتحدث: "إذا كانوا يعتقدون أن حل قضية الصحراء مرتبط بافتتاح القنصليات في العيون والداخلة، فهم مخطئون" قبل أن يختم: "هذا الاعتراف لا يعني أي شيء". أما فيما يتعلق بموضوع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فقد أكد تبون أن "كل بلد حر في ما يفعله"، مبرزا أن "الجزائر لن تطبع أبدا مع الكيان الصهيوني ما دامت لا توجد هناك دولة فلسطينية".