رغم ما يجمع المغرب والجزائر، من خصوصيات وروابط تاريخية بحكم الجوار، لازالت العلاقات المغربية الجزائرية، منذ الاستقلال تعيش على صفيح ساخن، وبين شد وجذب، انتهى بإغلاق الحدود البرية بين الشعبين. الخلافات الجوهرية بين الرباطوالجزائر، قوتها قضية الصحراء المغربية، بعد دعم الجزائر للميليشيات الانفصالية "البوليساريو " واحتضانها على أراضيها، ولتستمر القطيعة إلى اليوم، رغم ان الشعب الجزائري له رأي آخر بخلاف ما تصبو إليه القرارات السياسية وصانعوها في الجارة الجزائر. هذا الدعم غير الخفي الذي يتبناه ساكنوا قصر المرادية منذ عهد بوتفيليقة، وحتى في عهد الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، بات معروفا بأنه فرصة لتصفية الحسابات ومنافسة المغرب غلى الزعامة، رغم الرفض الشعبي لهذه السياسية الخارجية، ومطالبتهم غير ما مرة بفتح الحدود المغلقة منذ أزيد من ربع قرن، وتجاوز المقاربة الفوقية التي تتبناها السياسة، وتفعيل الاندماج المغاربي. سنوات من استنزاف خيرات الشعب الجزائري، وصرف المليارات على قادة عصابة البوليساريو، على حساب المواطن الجزائري المغلوب على أمره والمطالب بالتقشف في المعيشة والصحة والتعليم، حذت بالأصوات الجزائرية الحرة للمطالبة في أكثر من مناسبة، بطرد هذه المليشيات والتوقف عن تبذير الأموال، على القضايا الخاسرة، والتوقف عن الكذب على الشعب ودعم القتلة والمجرمين. ميزانيات مرصودة ضد المغرب من طرف العسكر الجزائري كافية لسنة واحدة لتمويل إنجاز 700 ألف وحدة سكنية لإيواء الجزائريين القاطنين في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية. الأزمة الاقتصادية تضرب فقط جيوب وبيوت الشعب الذي بحت حناجره في المطالبة بوقف هذه المهازل، وفتح الحدود بين شعبين قد تصل العلاقة بينهما إلى حد المصاهرة.