: حمزة الورثي جملة أطلقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في أعقاب زيارته لزعيم البوليساريو الذي تم تهريبه ليلا من إسبانيا في اتجاه الجزائر، "أنا لي عجبتني أنك امتثلت للعدالة الإسبانية"، ووصف تبون بن بطوش أنه يتحلى بخصال المناضلين والثوار في الدفاع عن قضاياهم العادلة. تبون يكشف عن وجهه الحقيقي تجاه الوحدة الترابية، وهو المعروف بعدائه للمغرب و المغاربة، يساند انفصالي البوليساريو بوضوح ووقاحة مفرطة، وتبون الذي كان يقول في وقت سابق أنه لا علاقة له بموضوع البوليساريو بشكل مباشر. وخلال تلك الزيارة التي لم تتعد ثلاث قائق انهارت أطروحة تبون، وظهر جليا أن بن بطوش يتحرك برعاية من الجزائر وبدعم منها، وأنه تابع للنظام العسكري الهالك، فالمتأمل في المشاهد كأنه يتلقى تميلية محكمة معد لها بشكل جيد للعبير بشكل مباشر على المواقف الحقيقية، حيث وصل الأمر إلى مرحلة لا يمكن فيها الاختباء خلف الجمل الرنانة. وبن بطوش، دخل إسبانيا بجنسية جزائرية، وهذه علامة استفهام مرسومة على جبين تبون، إذا كان الأمر لا يعنيه بشكل مباشر كما كان يروج له سابقا، فلماذا يتم ضمان جواز سفر جزائري لإنفصالي كي يتمكن من السفر في اتجاه إسبانيا. لم يقف تبون عند هذا الحد بل وصل به الأمر حد التطاول على المملكة المغربية، حيث قال بلاده لن تهاجم جيرانها أبدا، لكنها سترد حال تعرضت للهجوم، في إشارة إلى المغرب في أعقاب توترات بسبب قضية الصحراء المغربية. وقال تبون في حوار نشر، يوم الأربعاء، مع مجلة "لو بوان" الفرنسية، ردا على سؤال عن احتمالية اندلاع حرب في المنطقة، "لن نهاجم جيراننا أبدًا، سوف نرد إذا تعرضنا للهجوم. لكني أشك في أن المغرب سيحاول ذلك، خاصة فميزان القوى على ما هو عليه". ويترك الباب مفتوح للتحليل السياسي، هذه الخرجة الإعلامية ليست عبثية ولها سياقها، لماذا في هذا الوقت؟ وهل نجح المغرب في إظهار الوجه الحقيقي للجزائر ؟