يسود الاعتقاد داخل إسرائيل أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت وراء تجميد فكرة عقد لقاء رفيع المستوى في الإمارات هذا الشهر، يجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين حكوميين من الدول العربية التي وقعت اتفاقيات لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ومن بينها المغرب، إذ ترى مصادر عبرية أن واشنطن تدخلت لحث أبو ظبي على تأجيل القمة حتى لا تُستغل دعائيا من طرف حزب الليكود في الانتخابات العامة الإسرائيلية. وفي الوقت الذي تحدثت فيه تقارير إسرائيلية عن كون الإمارات العربية المتحدة قررت تأجيل اللقاء بسبب شعورها بأن نتنياهو يرغب في استغلاله كورقة انتخابها في مواجهة خصمه بيني غانتس زعيم تحالف "أزرق – أبيض"، ذهبت صحيفة "جيروزاليم بوست" أبعد من ذلك حين أوردت أن أصواتا أخرى تحدثت عن تدخل إدارة بايدن من أجل الضغط على أبو ظبي لتغيير موعد القمة التي بات من المرجح عقدها في أبريل المقبل. وحسب المصدر نفسه فإن أحد أبرز الأسماء التي كانت ستحضر هذا اللقاء الذي كان مقررا في 17 مارس، أنتوني بلينكين وزير الخارجية الأمريكي، وإلى جانبه كان سيحضر مسؤولون رسميون من المغرب والسودان والذين لم يجر الكشف عن هوياتهم، وكان وزير الدولة الإماراتي السابق، أنور قرقاش، قد غرد بخصوصها غبر "تويتر" قائلا إن "الإمارات لن تكون أبدا جزءا من أي حملة انتخابية داخلية في إسرائيل". ويوم أمس الثلاثاء انطلقت رابع انتخابات إسرائيلية مبكرة في أقل من سنتين، وذلك بعد حل التحالف الحكومي الذي كان يجمع نتنياهو بوزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء بيني غانتس، وحاول نتنياهو مرارا اللعب بورقة تطبيع العلاقات مع الدول العربية لدعم حظوظه، وخاصة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب كون أن ذوي الأصل المغربي يشكلون نحو مليون شخص في إسرائيل. وفي يناير الماضي تحدثت وسائل إعلام عبرية عن أن نتنياهو يسعى لترتيب "زيارة تاريخية" للملك محمد السادس إلى إسرائيل، مبرزة أن الفريق الانتخابي لرئيس الوزراء الإسرائيلي كان ينوي التنسيق حول هذه الزيارة خلال الحملة الانتخابية، وبعدها بأيام أوردت صحيفة "معاريف" المقربة من الجيش الإسرائيلي أن الملك "اشترط ربط الزيارة باستئناف عملية السلام وبحضور الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، في كل الاجتماعات المقررة خلالها". ويعيش نتنياهو أزمة سياسية غير مسبوقة بسبب عدم قدرة حزبه، رفقة تحالفه اليميني، على حسم الجولات الانتخابية بما يعطيه الأغلبية داخل "الكنيسيت" ويُمَكِّنه من تشكيل الحكومة دون الأحزاب المعارضة له، وهو الأمر الذي يحتاجه حتى يستمر رئيسا للحكومة ويحافظ على الحصانة المخولة له بموجب هذه الصفة، تفاديا للاعتقال بسبب متابعته قضائيا في ملفات فساد. ويبدو الأمر أصعب هذه المرة على نتنياهو وتحالفه اليميني الذي يضم أحزابا دينية متشددة، كونه لا يواجه فقط حزب "أزرق – أبيض" وزعيمه بيني غانتس، بل أيضا حزب "أمل جديد" الذي يقوده وزير الداخلية الأسبق والعضو السابق في حزب "الليكود"، جدعون ساعر، والمتحالف مع غانتس ومع أحزاب أخرى من اليمين والوسط واليسار من أجل تشكيل ائتلاف حكومي عقب هذه الاستحقاقات.