لم يخرج الرئيس، عبد المجيد تبون عن عقيدة النظام الجزائري في صنع العداء اتجاه المملكة المغربية، منذ ما يزيد عن الأربعة عقود، حيث أكد في خطاب له وجه لشعب الجزائري، مساء اليوم الخميس، أن قضية الصحراء هي "قضية تصفية آخر مستعمرة في إفريقيا"، مشيرا في نفس الخطاب المتلفز الذي بدا فيه غير مرتب الأفكار أن "لا حل لقضية الصحراء إلا بإجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي". ويأتي خطاب عبد المجيد تبون في الوقت الذي خرج آلاف الأشخاص، الثلاثاء الماضي، في مظاهرة حاشدة بمدينة خراطة التابعة لولاية بجاية (300 كلم شرق الجزائر العاصمة)، لإحياء الذكرى الثانية لانطلاق الحراك، وهو الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام، التي أطاحت، مطلع سنة 2019، بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة من السلطة، بعد 20 سنة من الحكم. وجاب آلاف المتظاهرين شوارع المدينة، بحضور العديد من الوجوه المنتمية للمعارضة، مثل رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، ورئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي، زبيدة عسول. ودعا المتظاهرون بمدينة الحكم وإسقاط نظام الحكم العسكري في إشارة إلى تمسك جنرالات الجيش بقبضة من حديد في جميع دواليب الدولة الجزائرية منذ استقلالها إلى اليوم. وحاول الرئيس الجزائري في خطابه، أن يثني الجزائريين على الخروج في مظاهرات في الذكرى الثانية للحراك التي تصادف 22 من شهر فبراير الجاري، مبرزا أن بلاده تعاني من أزمة اقتصادية على غرار دول العالم بفعل تداعيات جائحة كورونا. في ذات السياق، أعلن تبّون أنّه قرّر حلّ البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، مشيراً إلى أنّه سيُجري في غضون 48 ساعة تعديلاً حكومياً وأنّه أصدر عفواً عن حوالى 60 معتقلاً من ناشطي الحراك. وقال تبّون في الخطاب الذي بث مباشرة على الهواء "لقد قرّرت أن أحلّ مجلس الشعب الوطني وأن نذهب إلى انتخابات ستكون خالية من المال، سواء الفاسد أو غير الفاسد، وتفتح أبوابها للشباب". وأضاف "قرّرت أنّه في غضون 48 ساعة كحدّ أقصى سيكون هناك تعديل حكومي سأعلن عنه غداً أو بعد غد يشمل القطاعات التي يشعر المواطنون، ونحن أيضاً، أنّ هناك نقصاً في تأديتها". وتابع "لقد قررت إصدار عفو رئاسي عن حوالى 30 شخصاً من الحراك صدر بحقهم حكم نهائي، وعن آخرين لم يصدر بحقهم حكم بعد.. عددهم الإجمالي يتراوح بين 55 و60 فرداً، إن شاء الله سيلتحقون بعائلاتهم ابتداءً من هذه الليلة أو غداً".