جدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، دعم بلاده لجبهة البوليساريو الانفصالية، وذلك في أول خطاب له بعد عودته من العلاج في ألمانيا. وأكد الرئيس الجزائري أن موقف بلاده من نزاع الصحراء ثابت، وقال إن "الصحراء الغربية هي آخر مستعمرة في إفريقيا، ومن حق الشعب الصحراوي تقرير مصيره"، بتعبيره. وتحدث الرئيس الجزائري عن ملف الصحراء المغربية ضمن الخطاب الذي أعلن فيه حلّ البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة وإجراء تعديل حكومي، وهو ما يؤكد مجددا أن هذا النزاع بات من أولويات الأجندة السياسية للنظام الحاكم بالجزائر. وفي وقت كان ينتظر العديد من المغاربة اعتذار الجزائر عن تطاول قناة "الشروق" على الملك محمد السادس، اختار الرئيس الجزائري تكريس سياسة العداء تجاه المملكة المغربية مردداً الأسطوانة المشروخة نفسها بشأن دعم مطالب الميليشيات الانفصالية. وأثارت تصريحات الرئيس تبون غضب مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا بعض النشطاء وزارة الخارجية المغربية إلى استدعاء السفير المغربي بالجزائر والرد بشكل دبلوماسي على الاستفزازات الجزائرية المتكررة. ويركز "نظام العسكر" في الجزائر على ملف الصحراء المغربية، وفق العديد من المراقبين، لإلهاء الشعب الجزائري عن قضاياه الأساسية، خصوصا في ظل عزم الحراك المناهض للنظام مواصلة الانتفاضة الشعبية في الذكرى الثانية. وأصدر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في خطابه مساء أمس الخميس قرارات لتهدئة الشارع بالتزامن مع حلول الذكرى الثانية من الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فبراير 2019، إذ أعلن أنّه قرّر حلّ البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، كما أصدر عفواً عن معتقلين من ناشطي الحراك، مشيرا إلى نيته إجراء تعديل حكومي في غضون 48 ساعة. وقال تبّون في خطابه: "كنا قد قلصنا من صلاحيات رئيس الجمهورية وقوينا من صلاحيات البرلمان، ولذلك قررت حل المجلس الشعبي الوطني الحالي (البرلمان) وسنمر مباشرة إلى انتخابات خالية من المال الفاسد وغير الفاسد"، كما شدّد على "ضرورة فتح الأبواب للشباب"، وزاد: "كي يكون له وزنه السياسي يجب أن يقتحم المؤسسات السياسية". ورفع المتظاهرون، الثلاثاء، الأعلام الجزائرية والأمازيغية مرددين شعارات الحراك: "من أجل استقلال الجزائر"، و"(الرئيس) تبون مزوّر جابوه العسكر"، أي وصل بالتزوير وعيّنه الجيش، و"الجنرالات في سلة المهملات".