برأ القنصل العام للمغرب في جزر الكناري، أحمد موسى (يسار الصورة) السلطات المغربية من تهمة الوقوف وراء أكبر أزمة للمهاجرين غير النظاميين في تاريخ الأرخبيل الإسباني والتي بدأت في الثلث الأخير من السنة الماضية، مشددا على أن المملكة "لا مصلحة لها في دفع مواطنيها إلى الهجرة بشكل غير نظامي"، وذلك ردا على ادعاءات قوميين ويمينيين إسباني كانوا قد اعتبروا أن الرباط قررت رفع يدها عن الهجرة النظامية نحو تلك الجزر كنوع من الضغط على إسبانيا. وقال موسى إن المغرب يقوم بكل ما هو ممكن لوقف خروج قوارب الهجرة غير النظامية نحو سواحل جزر الكناري لأن المملكة لا تشجع هذا النوع من الهجرة ولا مصلحة لها فيه، مضيفا في تصريحات نقلتها صحيفة "إلدياريو" الإسبانية "الهجرة التي نشجعها هي الهجرة النظامية والمنظمة"، وتابع أنه من المهم بالنسبة للمغرب بقاء مواطنيه على تراب بلدهم من أجل المساهمة في تنمية البلد. وفي سياق حديثه عن طوفان قوارب الهجرة الذي ضرب جزر الكناري أكد القنصل أن إعادة المهاجرين غير النظاميين نحو المغرب مطروحة، قائلا إن الاتفاقيات التي تنص على هذه العملية موجودة بالفعل بين الرباط ومدريد منذ مدة طويلة، لكن بسبب انتشار وباء كورونا اتُّخذ إجراء إغلاق الحدود بين البلدين ما أدى إلى وقفها، وحاليا هناك نقاشات جارية من أجل معاودة العمل بها. وشدد موسى على أن المغرب ليس فقط بلدا مصدرا للمهاجرين بل أيضا مستقبل لهم، ولديه مشروع فريد على مستوى القارة الإفريقية لتنظيم وضعية أكثر من 100 ألف من مواطني دول إفريقيا جنوب الصحراء، مضيفا أن الرباط تؤمن بأن ظاهرة الهجرة يجب أن يجري تحليلها عالميا، كما أنها تمد يدها لمدريد من أجل محاربة جميع الظواهر غير القانونية. وكانت عمليات الهجرة غير النظامية انطلاقا من السواحل الجنوبية للمغرب نحو جزر الكناري قد عادت بقوة مباشرة بعد تصريحات صادرة عن رئيس حكومة الإقليم الإسباني، ميغيل أنخيل توريس، بخصوص استكمال المغرب المنظومة القانونية لترسيم حدوده البحرية بما يشمل مياه الأقاليم الصحراوية، حيث اعتبر أن الأمر يمثل "احتلالا للصحراء ولمياه الكناري"، موردا أن هذه الخطوة "محكوم عليها بالفشل". لكن توريس سيعود بعد ذلك لطلب عون الرباط من أجل وقف الأعداد الكبيرة من المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى الكناري، حيث عقد اجتماعا مع القنصل المغربي أحمد موسى لمناقشة الأمر والتعبير عن رغبته في زيارة المغرب واللقاء مع مسؤوليها على اعتبار أنها قادرة على مساعدة الإقليم الإسباني في هذه الأزمة غير المسبوقة.