بعد أقل من 24 ساعة على بث التلفزيون الرسمي الجزائري لمشاهد المناورات العسكرية البرية والجوية التي نظمتها القوات المسلحة الجزائرية في ولاية تندوف على الحدود مع الأقاليم الصحراوية للمغرب، أعلنت القوات المسلحة الملكية عن إجراء مناورات بواسطة الطائرات العسكرية يوم أمس الثلاثاء بشراكة مع الجيش الأمريكي، الأمر الذي يشي بجدية الوضع في المنطقة خاصة بعد ورود معلومات عن عزم المملكة إنهاء وجود مسلحي جبهة "البوليساريو" الانفصالية شرق الجدار الأمني بالمحبس. وأوردت الصفحة غير الرسمية للقوات المسلحة الملكية على منصة "فيسبوك" أنه "في إطار الزخم الذي يعرفه التعاون العسكري الاستثنائي بين المملكة والولايات المتحدةالأمريكية، أجريت مناورات جوية همت الخفر والتزود بالوقود جوا بين مقاتلات القوات الملكية الجوية من طراز F16 وطائرة KC135R STRATOTANKER الأمريكية تابعة للسرب 151 للتزود بالوقود جوا، والتي تتواجد حاليا بالقاعدة الجوية السادسة للقوات الملكية الجوية". ويأتي إعلان القيام بالمناورات العسكرية بشراكة مع القوات الأمريكية كرد مبطن على الحضور الروسي في الجزائر، إذ ذكرت وسائل الإعلام الرسمية لموسكو أن التمارين العسكرية الجزائرية "تزامنت مع "وجود مجموعة وحدات بحرية حربية روسية في الجزائر العاصمة تتشكل من فرقاطة وقاطرة وسفينة إمداد بالوقود"، وأوردت وزارة الدفاع الجزائرية تلك القطع كانت بصدد "توقف تقني" لمدة 3 أيام وتدخل في "سياق نشاطات التعاون العسكري بين البلدين في مجال الدفاع بهدف تعزيز تبادل الخبرات بين قواتنا البحرية والبحرية الروسية". وكانت المناورات العسكرية التي أطلقت عليها وزارة الدفاع اسم "الحزم 2021"، قد شهدت حضور الجنرال السعيد شنقريحة، قائد أركان الجيش الجزائري، الذي أورد أن الجزائر "تستحق من جيشها بأن يكون دوما في مستوى هذه الرهانات المطروحة اليوم بقوة، وتستحق أن تبقى إلى أبد الدهر، حرة، سيدة وعصية على أعداء الأمس واليوم"، وأضاف أن قواته ستُفشل "كافة المخططات المعادية"، في إشارة ضمنية لجارته الغربية. وقُبيل ذلك، كانت "الصحيفة" قد توصلت بمعطيات تفيد القوات المسلحة الملكية تستعد لتكرار سيناريو تدخلها الحاسم في منطقة الكركارات على الحدود مع موريتانيا في المحبس على الحدود مع الجزائر، حيث ستعمل على السيطرة الميدانية على المنطقة العازلة خلف الجدار الأمني، إذ شرعت في تدارس شكل التدخل من أجل "تطهير" المنطقة من عناصر "البوليساريو" الذين اعتادوا التسلل إلى هناك من ولاية تندوف حيث تتمركز قياداتهم، على الرغم من أن الأممالمتحدة تحرم وجودهم هناك وفق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991. ومنذ طرد عناصرها من المنطقة العازلة بالمعبر الحدودي الفاصل بين المغرب وموريتانيا في 13 نونبر 2020، أعلنت "البوليساريو" انسحابها من الاتفاق الأممي ودعت "التعبئة العامة" معلنة "الحرب" على المغرب، ومنذ ذلك التاريخ صارت تنشر بلاغات تزعم فيها استهدف مواقع الجيش المغربي في عدة مناطق وعلى رأسها المحبس، التي ادعى التلفزيون الرسمي الجزائري أيضا الدخول إليها مع مقاتلي الجبهة لتغطية "المعارك".