في خطوة عدائية قام التلفزيون الرسمي الجزائري بتصوير فيديو في أرض خلاء في منطقة ما من الجزائر ووثقت لمشاهد تمثيلية تدعي أنها لمعارك مسلحة تدور بين ميليشيات البوليساريو والقوات المسلحة الملكية في منطقة المحبس التي هي تحت السيادة المغربية. التحرك الإعلامي جاء لتسليط الضوء على هذه المنطقة التي تخيف جبهة البوليساريو وحاضنيها جنرالات الجارة الشرقية، بعد أن أخمدت القوات المسلحة الملكية نار الفوضى عند معبر الكركرات التي يشعلها الانفصاليون وينفخ فيها الداعمون، فإنهاء المغرب لهذا المشكل وفرضه لطوق أمني على المعبر والتقدم حتى النقطة 55 من الحدود الموريتانية، لم يترك للبوليساريو مكانا آخر للمناورة. منطقة المحبس التي تضم بلدة صغيرة وموقع عسكري، مهمة استراتيجيا وتعتبر من بوابات الجدار الأمني الذي يحصن المملكة من أي محاولة اختراق، أهمية الموقع الجغرافي للمحبس تعود إلى تواجده عند الجدار الأمني الفاصل بين المنطقة العازلة وباقي الأراضي المغربي ولقربها الشديد من تندوف الجزائرية التي تتخذها جبهة البوليساريو مركزا لها. فالبوليساريو التي تخوض حربا في ضد المملكة المغربية لا توجد إلا في مخليتها وبلاغاتها اليومية، لم يتبق لها غير هذه النقطة القريبة منها لتستهدفها لاستفزاز القوات المسلحة بعد الحصار الدبلوماسي الذي فُرض عليها وتخلي كثير من مؤيديها عنها. وتتخوف الجزائر من اتخاذ المغرب القرار الذي أصبح احتماله واردا أكثر من أي وقت مضى، وهو التخلي عن اعتماد المنطقة العازلة والتقدم حتى الحدود مع الجزائر بدل التمركز خلف الجدار الأمني وهو ما يعني أن الآليات العسكرية وأبراج الرصد والمراقبة ستكون أقرب إلى أراضي الجارة الشرقية التي تنشط على أرضها ميليشيات البوليساريو. قد تحدث أيضا تغييرات على مستوى التقسيم الإداري والترابي، حيث طالب حزب الأصالة والمعاصرة في رسالة موجهة وزير الداخلية بإنشاء إقليم جديد في منطقة المحبس بسبب "ما باتت تعيشه هذه المنطقة من حركية سياسية وعسكرية وإدارية". يذكر أن المحبس تنتمي إلى إقليم آسا الزاك وتقطن بها 153 أسرة حسب معطيات للمندوبية السامية للتخطيط تعود إلى سنة 2015 والعدد الإجمالي لساكنتها هو 4 آلاف و200 و208 مواطنين، وآسا الزاك من الأقاليم المشكلة لجهة كلميم واد نون إلى جانب أقاليم كلميم وطانطان وسيدي إفني. وتقع جهة كلميم وادنون بالوسط الجنوبي للمملكة، على مساحة تقدر ب 58200 كلم مربع وبكثافة سكانية تصل الى 7.44 فرد لكل كلم2 ، تحد شمالا بجهة سوس ماسة درعة، وجنوبا بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، وغربا بالمحيط الأطلسي وشرقا بالحدود الجزائرية والموريتانية.