يرى مراقبون، أن موريتانيا رغم إعلانها المتكرر اتخاذ موقف الحياد في قضية الصحراء المغربية، إلا أنها تفعل نقيض ذلك من خلال استقبال رسمي لقادة في جبهة البوليساريو، وما يرافق ذلك من حفاوة الاستقبال على أعلى المستويات، وتأكيد مسؤولين موريتانيين على عمق "العلاقات التاريخية" التي تجمع البوليساريو ونواكشوط، في مقابل ذلك تتصف علاقات هذه الأخيرة مع المغرب ب"الجفاء". وتعكس محاولات افتعال أزمات من حين لآخر في قضية الصحراء المغربية، حقيقة العلاقات التي تجمع البوليساريو ونواكشوط، بدءا من أزمة الكركرات، وتوجيه أصابع الاتهام آنذاك إلى النظام الموريتاني، بتسهيل مرور عناصر مسلحة من الجبهة، عبر الأراضي الموريتانية، إلى معبر الكركرات، المنفذ الرئيسي للصادرات المغربية تجاه الأسواق الإفريقية، وصولا إلى صمت نظام ولد عبد العزيز تجاه تجاوزت البوليساريو في "المنطقة العازلة"، وما قد ينعكس على ذلك من تهديد للأمن والسلم في منطقة الساحل والصحراء. وأشارت مصادر محلية، إلى أن تلويح المغرب بالرد عسكريا على استفزازات جبهة "البوليساريو'، في "المحبس"، فاجأ مسؤولين في موريتانيا. وكان موقع إذاعة فرنسا الدولية (rfi) أكد في وقت سابق حصول انتكاسة قوية خلال محاولة تسوية الخلافات الدبلوماسية بين موريتانيا والمغرب سببتها الزيارة الأخيرة للعاصمة الموريتانية نواكشوط التي قام بها عبد القادر الطالب عمر، القيادي في جبهة البوليساريو، الذي حظي خلال الزيارة بحفاوة كبيرة تمثلت فى استقبالين منفصلين الأول مع الوزير الأول الموريتاني، يحي ولد حدمين والثاني مع رئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز. وتأتي هذه التطورات، بعدما اتهم المغرب، قبل أيام، جبهة البوليساريو بنقل "مراكز عسكرية (خيام وآليات) من مخيمات تندوف في الجزائر إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي (منطقة عازلة) للصحراء المغربية. واعتبر المغرب ما قامت به البوليساريو "عملا مؤديا للحرب"، و"خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار"، يستهدف "تغيير المعطيات والوضع القانوني والتاريخي على الأرض"، وفرض واقع جديد على المغرب. في مقابل ذلك قالت الأممالمتحدة الاثنين، إن بعثة المنظمة في إقليم الصحراء (مينورسو) "لم تلحظ أي تحركات لعناصر عسكرية تابعة للبوليساريو". ورد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني الأربعاء على المنظمة الأممية بقوله إن "الأممالمتحدة، لا تضبط كل التفاصيل التي تقع على الأرض في (إقليم) الصحراء"، مضيفا "لدينا أدلة تؤكد تحركات البوليساريو في المنطقة العازلة".