أتمت القوات المسلحة الملكية أشغال مد الجدار الأمني العازل بمنطقة تويزكي في اتجاه جماعة الزاك، الأمر الذي سمح لها بتوسيع مجال انتشارها شرقا باتجاه الحدود الجزائرية، ما يمثل مرحلة أولى من أشغال توسيع الجدار ليشمل مستقبلا أجزاء جديدة من منطقة الصحراء والتي يتوقع أن تكون على رأسها، في المرحلة الموالية، منطقة المحبس المجاورة مباشرة لمواقع قيادة "البوليساريو" بولاية تندوف داخل الأراضي الجزائرية. ووفق المعطيات التي أوردتها جريدة "الصحيفة" فإن الجيش المغربي استطاع مؤخرا إتمام توسيع مجال الجدار ليشمل أجزاء جديدة من منطقة "تويزكي" ويصبح على مرمى حجر من الحدود الجزائرية التي لم يعد يفصله عنها في بعض المواقع سوى 3 كيلومترات، الأمر الذي سيمكن من مراقبة تحركات مسلحي جبهة "البوليساريو" وينهي عمليا إمكانية تسللهم إلى هذه المنطقة التي توجد خارج ما تعتبره الأممالمتحدة "الأراضي المتنازع عليها". وبالإضافة إلى التفوق الاستراتيجي الذي ستمنحه هذه العملية للقوات المسلحة الملكية، من خلال قدرتها على مراقبة تسلل مسلحي الجبهة الانفصالية وسط المنطقة الصحراوية القاحلة المعروفة بتضاريسها المنبسطة، فإنها تعني أيضا الإعداد لتوسيع الجدار جنوبا، في عمق الأقاليم الصحراوية، وتحديدا باتجاه المحبس النقطة الأقرب إلى الحدود الجزائرية المواجهة مباشرة لمواقع البوليساريو الرئيسية في تندوف، والتي تزعم هذه الأخيرة "مهاجمتها" بشكل مستمر منذ 13 نونبر 2020. ويتعامل الجيش المغربي بتكتم كبير مع تحركاته على مستوى الجدار العازل، وفي الوقت الذي يتحدث فيه الإعلام الرسمي للجبهة عن شن "عمليات" في منطقتي تويزكي والمحبس تحديدا، تتحدث صفحات متخصصة في نشر أخبار المخيمات عن سقوط قتلى من مسلحي "البوليساريو" برصاص القوات المغربية، الأمر الذي يشي باقتراب الحسم على مستوى منطقة المحبس، التي يعني نجاح المغرب في تمديد الجدار بها إغلاق المنطقة الوحيدة التي يتسلل منها المسلحون إلى المنطقة العازلة من داخل الجزائر.