أثار فيلم "Redemption Day" لمخرجه المغربي هشام حجي، جدلا في الجزائر، مباشرة بعد الإفراج عن الفيديو الترويجي له، حيث اتهمته وسائل الإعلام المحلية ب"الإضرار بصورة البلد" وتصوير الجزائر راعية للإرهاب في المنطقة، في الوقت الذي رأى البعض أن الإنتاج الأمريكي مدعوم من طرف الحكومة المغربية. ويحكي الفيلم قصّة كايت باكستون، عالمة آثار أمريكية شهيرة، ذهبت إلى المغرب بعد اكتشاف أقدم عظام بشرية، تعود إلى 30 ألف سنة، إلا أنها تعرضت للاختطاف على الحدود المغربية – الجزائرية، من قبل مجموعة إرهابية في الجزائر، تابعة لتنظيم "داعش"، حيث سيحاول زوج المختطفة، براد باكستون، الجندي في البحرية الأمريكية، عمل المستحيل لإنقاذ زوجته، بمساعدة وكيل مغربي لمكافحة الإرهاب والسفير الأمريكي في المغرب. المخرج هشام حجي، خص موقع Assahifa English بحوار تحدث من خلاله عن تجربة فيلمه الجديد، كما استغل الفرصة للرد على الحملة التي يشنها الجزائريون عبر مواقع عدة من أجل "التشويش" على النجاح الذي حققه الإنتاج العالمي. "يوم فداء" أو Redemption Day فيلم ضخم في قصته، مثير في الجدل الذي خلفه، وجديد في زاوية معالجته لما يحدث في المنطقة من إرهاب. أنت كمخرج مغربي كيف تعاملت مع كل هذا الزخم الكبير الذي أثاره الفيلم خصوصا من الجزائريين؟ جاءت فكرة الفيلم نفسه عندما علمت بوفاة المصورة المغربية ليلى علوي. في البداية كنت أبحث عن قصة، شيء مُختلف، أشهر من خلالها للعالم من هم هؤلاء الناس ومن أين أتوا في معظم الأوقات. كنت أرغب في تصوير الفيلم في المغرب، وكانت المعضلة أن أجد عدوًا لا يمكننا الوصول إليه بصعوبة، لكن في نفس الوقت، ليس بعيدا عن بلدنا، لهذا اخترت الجزائر كبلد لأن حدودنا البرية مغلقة، وجعل شخصياتي الرئيسية تذهب هناك يمثل تحديا بالفعل. في رأيك ما الذي أزعج الجزائريين من فيلم سينمائي فني يحمل الكثير من الأحداث التي يثيرها حتى الإعلام الدولي والقنوات الجزائرية يوميا حول الجماعات المتطرفة في هذا البلد؟ غضب الجزائريون عندما رأوا الإعلان الترويجي للفيلم. كانت فرصة لمهاجمة المغرب مرة أخرى لسبب خاطئ. إذا كانوا قد شاهدوا الفيلم فهم يفهمون أنني لم أهاجمهم قط، ولدي العديد من الشخصيات الجزائرية اللطيفة في الفيلم. الشخصيات التي جسدت دور الإرهابيين في الفيلم هم بالأساس فرنسيون من أصول عربية، وهذا هو الحال في معظم الأوقات. أيّ يحمل فيلم، يحمل قصّة، ورسالة.. ما هي راسلتك من إخراج وإنتاج فيلم Redemption Day بغض النظر عن الجانب التجاري؟ الفيلم عبارة عن قصّة حب حول ما يمكن للرجال فعله لانقاذ أحبائهم وحمايتهم. لكن القصّة الخلفية الحقيقية هي من أين يأتي الإرهابيون بشكل أساسي ومن يمولهم. أنا أتحدث عَمّا يمكن أن تفعله شركات النفط لخلق مشاكل في بعض المناطق من أجل الاستمرار في الحفر "بسلام". وضفت قضية الصحراء بشكل مبهر وعرّفت بالإشكالات التي تحيط بهذا الملف في قالب سينمائي اعتبره الكثيرون أفضل تسويق للقضية عبر السينما.. هل هذا رأيك وقصدك عند تناول ملف الصحراء في فيلم Redemption Day؟ أنا مغربي، بالنسبة لي سأقول أن الصحراء مغربية. الجزائريون قالوا إن الفيلم تم تمويله من الحكومة المغربية وكنا ننتظر الرئيس الأمريكي ليعلن أن الصحراء مغربية حتى نتمكن من إطلاق الفيلم. لو كنت ذلك الرجل، سأكون من أقوى الرجال في المغرب (ضاحكا). مخرج فيلم Redemption Day المغربي هشام حج يمع أحد أبطال الفيلم من الواضح أننا نتحدث عن هذا، وكان هناك اجتماع كبير مع المسؤولين الحكوميين في الولاياتالمتحدة للتصويت لصالح المغرب. إنها مجرد رؤية كانت لدي قبل فترة، وأنا محظوظ لأن كل هذه الأحداث جرت في نفس الوقت بالضبط الذي تم فيه إعلان الرئيس الأمريكي. أتشعر بأنك راضٍ عن الصدى الذي خلفه الفيلم إلى حد الساعة؟ أنا سعيد جدا برؤية رد فعل الجمهور المغربي، لقد تلقيت آلاف رسائل الدعم. أعتقد أنهم يشاهدون فيلماً مغربياً ضخماً وقوياً مما يجعلهم جميعاً فخورين، من مغربية الصحراء إلى ضابط الشرطة المغربي وهو البطل الذي ينتمي إلى جهاز المخابرات المغربية المكلفة بمحاربة الإرهاب. وضعت كل المقومات لجعل كل مغربي فخور بالعمل، بقصة يمكن أن يستمتع بها الجمهور العالمي. لو أردت أن تدعو الجزائريين للاستمتاع بهذا الفليم.. ما هي رسالتك لهم؟ ليس لدي أي شيء ضد الجزائريين. العديد من أصدقائي الذين أعتبرهم إخوة لي جزائريون. إذا شاهدت الفيلم حتى النهاية، فستعرف من هم الأشرار. ليس المسلمون وليس العرب، ولو لمرة واحدة في أحد أفلام هوليوود.