يبدو أن المنافسة بين المغرب وإسبانيا في المجال الفلاحي ستشتد خلال السنوات القليلة القادمة، بعدما أصبحت المنتوجات الفلاحية المغربية أكثر طلبا في أوروبا مزيحة بذلك المنتوجات الإسبانية، مما جعل الفلاحون الإسبان يشتكون من المنافسة المغربية التي "أرهقتهم" خصوصا في الأسواق الأوروبية التي تعتبر مجالهم الطبيعي لتصريف منتوجاتهم الفلاحية. في هذا السياق، أكدت وسائل إعلام هولندية، أن المنتوجات الإسبانية من الطماطم، بدأت تنحصر في السوق الهولندية خلال السنوات القليلة القادمة. وأرجع الإعلام الهولندي المتخصص، أن استيراد الطمام الإسبانية يتراجع بشكل سنوي لصالح الطماطم المغربية. وأشارت ذات المصادر أن طمام المغرب أصبحت تنافس بقوة نظيرتها الإسبانية، من ناحية الجودة وكذا الأسعار التي لا يمكن للإسبان مجاراة نظرائهم المغاربة فيها. وأضحت العديد من المراكز التجارية الكبرى في هولندا تفضل عرض الطمام المغربية بدل الإسبانية بحكم الإقبال الكبري للهولنديين عليها، نظرا لجودتها، وكذا لأسعارها التنافسية قياسا بالطماطم الإسبانية. وكان الحضور القوي لمنتوج الطمام المغربية في الأسواق الانجليزية خلال السنوات الأخيرة، عاملا مهما لتشجيع الهولنديين على التوجه إلي الموردين المغاربة لاستيراد الظماطم المغربية، وتعويضها بطماطم إسبانيا التي تعتبر أسعارها غير تنافسية. وسبق أن اشتكي الفلاحون الإسبان من الانتشار المتزايد للمنتجات الفلاحية المغربية في الأسواق الأوروبية، والتي استطاعت عائداتها تجاوز عائدات نظيرتها القادمة من الحقول الإسبانية خلال السنوات الأربع الأخيرة، وخاصة الطماطم ذات المنشأ المغربي التي استطاعت تجاوز نظيرتها ذات المنشأ الإسباني ليس فقط في دول الاتحاد الأوروبي ولكن أيضا داخل أسواق هذا البلد الإيبيري نفسه حسب ما كشفت عنه بيانات المؤسسة الإسبانية للتصدير والاستثمارات. ووفق التقرير الأخير للمؤسسة، فإن العديد من المنتجات الفلاحية المغربية أصبحت خلف نظيرتها المغربية، لكن الفوارق تظهر بشكل واضح بخصوص الطماطم، التي ارتفعت شحناتها القادمة من المغرب نحو الاتحاد الأوروبي بنسبة 18 في المائة خلال آخر 4 مواسم فلاحية، لتصل إلى 424 ألف طن في شتنبر من سنة 2019 بزيادة بلغت 18 في المائة خلال آخر سنة، مقابل تراجع صادرات الطماطم القادمة من حقول ألميريا الإسبانية بنسبة 25 في المائة حيث لم تتجاوز 371 ألف طن. وكانتمجموعة منتجي الطماطم في 4 دول أوروبية، هي إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا، قد اتفقت شهر مارس الماضي، على التوجه إلى المفوضية الأوروبية من أجل وقف "زحف" الصادرات المغربية التي يعتبرون أنها تتسبب في "انهيار الأسعار وتكبيدهم خسائر كبيرة"، معتبرين خلال اجتماعهم الأخير أن ما تستورده أوروبا من الطماطم المغربية يتجاوز الحد المسموح به.