سيكون بابلو إغليسياس، زعيم حزب "بوديموس" اليساري الراديكالي الشريك في الحكومة الائتلافية الإسبانية، والنائب الثاني لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز، أكبر الغائبين عن القمة الثنائية رفيعة المستوى بين المغرب وإسبانيا المنتظر أن تحتضنها الرباط بتاريخ 17 دجنبر الجاري، وذلك بعد إبعاده عن لائحة المسؤولين الحكوميين المشاركين في هذا اللقاء إثر تصريحاته المثيرة للجدل الداعية لإجراء استفتاء تقرير المصير بالصحراء. وعلى عكس ما حدث خلال قمم مماثلة جمعت الحكومة الإسبانية بنظيرتيها من البرتغال وإيطاليا، سيكون إغليسياس، الذي يحمل أيضا صفة وزير الحقوق الاجتماعية، أكبر الغائبين عن القمة المغربية الإسبانية في نسختها الثانية عشرة والتي سيترأسها إلى جانب سانشيز رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني، والتي سيكون ملف الهجرة غير النظامية إلى جانب القضايا الأمنية والاقتصادية على رأس اهتماماتها، في حين لم يتم إدراج قضايا تهم الاختصاص الحكومي لإغليسياس. ولم تصدر إلى حدود الساعة اللائحة النهائية لأعضاء الحكومة الإسبانية الذين سيرافقون سانشيز إلى الرباط، إلا أن وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" أكدت غياب إغليسياس استنادا إلى مصادرها في قصر "لا مونكلوا"، وهو الأمر الذ يعقب تصريحاته إثر العملية التي نفذها الجيش المغربي لإعادة فتح معبر الكركارات الرابط بين الأقاليم الصحراوية وموريتانيا، حين جدد الدعوة إلى "تنظيم استفتاء تقرير المصير كحل وحيد للملف"، معبرا بذلك عن موقف حزبه الداعم لجبهة "البوليساريو" الانفصالية. ولم يتأكد ما إذا كان غياب زعيم "بوديموس" عن قمة الرباط راجع إلى "فيتو" مغربي ضد حضوره، لكن الثابت هو أن تصريحاته سبق أن جلبت له تقريعا من شريكته في الحكومة الإسبانية وزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس التي ذكرته بأن مواقفه يجب أن تنسجم مع مصالح كل الإسبان وليس فقط ناخبي حزبه، كما أن وزيرة الخارجة أرانتشا غونزاليس لايا سارعت إلى إعلان تبرؤ الحكومة من تلك الدعوة معلنة أن موقف مدريد من ملف الصحراء لم يتغير كما أكدت أن تصريحات إغليسياس تمثل "آراء شخصية". ولا ترغب إسبانيا في أن يتسبب إغليسياس في إفشال النسخة الحالية من القمم الثنائية رفيعة المستوى التي توقفت عن الانعقاد منذ يونيو 2015، حيث يعول عليها كثيرا بيدرو سانشيز من أجل إيجاد حل للعديد من القضايا الشائكة وفي مقدمتها أزمة المهاجرين السريين الذين أغرقوا جزر الكناري وملف ترسيم الحدود البحرية وإعادة فتح الحدود البرية مع سبتة ومليلية، بل إن رئيس الحكومة الإسباني يرغب في استغلالها أيضا للقاء بالملك محمد السادس حسب ما سبق أن أعلنت عنه الصحافة الإسبانية.