يواصل المغرب منذ أيام عمليات إرسال المساعدات إلى عدد من الدول الإفريقية، لمساعدتها على مكافحة فيروس كورونا المستجد، حيث حطت الطائرات المغربية في عدد من الدول، كمالاوي والكونغو الديموقراطية وموريتانيا والتشاد وغيرهن، محملة بالعديد من المعدات الطبية والصحية. ولقيت هذه الخطوة الإنسانية المغربية، استحسانا كبيرا من طرف الدول التي توصلت بهذه المساعدات الهامة في هذا الوقت الحرج من التصدي لفيروس كورونا المستجد داخل القارة السمراء، كما أشادت بهذه الخطوة عدد من البلدان، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، ودول أوروبية، وتناقلت مختلف وسائل الإعلام الدولية تفاصيل هذه المبادرة. ويرى عدد من المتتبعين للشأن الإفريقي، أن هذه الخطوة المغربية، تُعتبر امتدادا لعدد من الخطوات الناجحة التي قامت بها المملكة المغربية، منذ عودتها للاتحاد الإفريقي، وتؤكد الميل المغربي للمقترحات التي لطالما دعا إلى تنفيذها على ارض الواقع، وأبرزها ضرورة التضامن الإفريقي الإفريقي، وتحقيق التنمية في القارة بصيغة "رابح رابح" بين جميع الدول الإفريقية. ووفق ذات المتتبعين، فإن هذه الخطوة المغربية، تُعتبر أيضا خطوة ناجحة أمام إثنين من أبرز خصومه في الساحة الإفريقية سياسيا، ويتعلق الأمر بالجارة الجزائر ودولة جنوب إفريقيا، باعتبارهما من مدعمي الجبهة الإنفصالية "البوليساريو" ومعرقلي مقترح الحكم الذاتي المغربي الذي يُنهي النزاع. وبهذه الخطوة الإنسانية التي يقوم بها المغرب منذ أيام تجاه عدد من البلدان الإفريقية، يرى المتتبعون للشأن الإفريقي، أنها سيكون لها تداعيات إيجابية على صورة المغرب داخل القارة السمراء، وسترفع من أسهمه في مجال الدعوة إلى الوحدة الإفريقية والابتعاد عن التفرقة، وتُعتبر البوليساريو مظهرا من مظاهر التفرقة والوقوف في وجه الوحدة الإفريقية. ورغم أن الجزائر تُعتبر من أكثر المدعمين للطرح الإنفصالي لجبهة البوليساريو، وتعتبر البلد المحتضن لهذا الكيان، إلا أن المغرب عمل منذ أيام على إرسال معدات طبية للجزائر لمواجهة فيروس كورونا المستجد، في خطوة إنسانية أخرى يُبرهن من خلالها المغرب، وفق المتتبعين، على تعاليه عن الخصومات السياسية والتركيز على الجانب الإنساني في الأوقات الإنسانية الحرجة. وسواء الجزائر أو جنوب إفريقيا، ورغم ما يمتلكانه من قدرات هامة، بسبب الموارد الطبيعية الغنية كالبترول والذهب، إلا أن تركيزهما انحصر على حدودهما الترابية لمكافحة وباء كورونا، في الوقت الذي اتجه المغرب لمساعدة باقي الدول الإفريقية، الأمر الذي يحسبه له عدد من المتتبعين للشأن الإفريقي، ويرون أن على البلدين أن يراجعا حساباتهما مع المغرب، لما فيه مصلحة لكافحة الشعوب الإفريقية.