أشاد ممثلو العديد من الدول الإفريقية لدى الاتحاد الإفريقي بتقديم الملك محمد السادس مساعدات طبية إلى 15 دولة بالقارة السمراء، من أجل مواكبتها في مواجهة تداعيات فيروس "كورونا". وتعتبر المبادرة المغربية في القارة السمراء الأولى من نوعها بالنظر إلى عدد البلدان الإفريقية المستفيدة من المساعدات؛ إذ تغطي جميع مناطق وجهات القارة وتأتي في وقت يواجه فيه العالم خصاصاً كبيراً في المعدات الطبية وشبه الطبية المرتبطة بالفيروس. وقال الموساوي العجلاوي، خبير مغربي في الشؤون الإفريقية، رغم أن "المغرب بنفسه يواجه هذا الوباء لكنه يفكر في عمقه الإفريقي، وهو الأمر الذي يعكس مضامين خطاب عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي في يناير 2017 عندما صرح الملك محمد السادس بأن المغرب سيعمل على جميع الواجهات من أجل استقرار وتنمية القارة". وأشار العجلاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن هذه المساعدات تأتي في سياق تفعيل المبادرة الإفريقية لمواجهة الوباء التي أطلقها الملك محمد السادس في 13 أبريل الماضي. وأضاف الأستاذ بمركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات أنه رغم إمكانيات المغرب المحدودة، إلا أنه استطاع أن يخلق تجربة على مستوى التعاون الإفريقي-الإفريقي، بالإضافة إلى مواكبة دول القارة في جنوب الصحراء بالخصوص في مواجهة هذا الداء. وأورد العجلاوي أنه "في الوقت الذي تغلق فيه القارة السمراء أجواءها في وجه الملاحة الجوية، اختار المغرب أن يُقيم جسرا جويا لنقل مساعدات طبية تم تصنيعها في المملكة من طرف مقاولات مغربية، وهي مطابقة لمعايير المنظمة العالمية للصحة". ولفت المصدر ذاته إلى أنه لأول مرة تغطي دولة إفريقية بمساعداتها في زمن الأزمة كل جهات القارة الإفريقية، من منطقة الجنوب الإفريقي (سادك) حيث تتواجد جنوب إفريقيا، وأساسا كل من تنزانيا وزامبيا وإسواتيني وملاوي، إلى جزر القمر وتنزانيا في شرق القارة الإفريقية، فوسط القارة حيث نجد الكونغو الديمقراطية والتشاد، وصولا إلى غرب إفريقيا مع السنغال وغينيا بيساو وغينيا والنيجر، ثم موريتانيا شمالاً. ويرى العجلاوي أن "المبادرة الملكية تعد سابقة من نوعها، لأنه لأول مرة نجد دولة داخل قارة تُساعد دولا في كل جهات القارة نفسها، وهو واقع يبرز مكانة المغرب، إضافة إلى أن إفريقيا هي ركن أساسي في السياسة الخارجية للبلاد، وأن المغرب يقرن القول بالفعل". وختم الخبير في الشؤون الإفريقية تصريحه بالإشارة إلى أنه رغم التوتر الدبلوماسي بين المغرب والجزائر في الفترة الأخيرة، إلا أن السلطات المغربية لم تشترط أبداً أو تضع حواجز أمام تصدير حوالي نصف مليون كمامة إلى الجزائر. وأكد العجلاوي أن المغرب أظهر خلال أزمة الفيروس التاجي الجديد أنه فاعل إقليمي قوي، يساعد في الاستقرار والسلم عبر مواكبة أشقائه في مواجهة الأزمات الصحية على مستوى التجارب المحلية. وتتكون المساعدات، وفق وزارة الشؤون الخارجية، من حوالي 8 ملايين كمامة و900 ألف غطاء للرأس و60 ألف سترة طبية، زيادة على 30 ألف لتر من المطهرات الكحولية، و75 ألف علبة من "كلوروكين" و15 ألفا من "أزيتروميسين".