يُعتبر إقليمشفشاون من الأقاليم المغربية القليلة في المغرب والعالم ممن لم يشهد تسجيل أي إصابات بفيروس كورونا المستجد منذ ظهور الوباء في العالم والمغرب إلى غاية اليوم السبت، وبالتالي الآن هو من الأقاليم التي تنعم بتخفيف الحجر الصحي ضمن مناطق رقم 1 داخل المملكة المغربية. شبح كورونا غاب بشكل كلي عن إقليمشفشاون، رغم أنه كان من ضمن الأماكن التي يُشتبه في احتمالية ظهور أول فيروس كورونا في المغرب به مع بداية شهر مارس الماضي، نظرا لتواجد أعداد كبيرة من السياح الصينيين بمدينة شفشاون، وكان الصينيون آنذاك هم المصدر الأول لظهور فيروس كورونا في العالم. لكن فرحة الإقليم بعدم تسجيل أي إصابات بفيروس كورونا لا تكتمل في ظل وجود شبح "الانتحار" الذي لازال يحلق فوق مناطق إقليمشفشاون، مسجلا عدد من الضحايا في وقت كان يعتقد الجميع أن الحجر الصحي والطوارئ الصحية ستضع حدا له أو ستقلل منه على الأقل. وحسب ما كشفت عنه مصادر جمعوية ل"الصحيفة"، فإن الإقليم سجل أزيد من 10 وفيات نتيجة الانتحار منذ بداية تطبيق الطوارئ الصحية في منتصف مارس الماضي إلى غاية اليوم السبت 13 يونيو، وهو رقم كبير من الانتحارات لم يكن متوقعا في هذه الظروف. ووفق ذات المصادر، فإن جل هذه الانتحارات المسجلة في الإقليم، هي انتحارات ناتجة عن الشنق بحبل، حيث أقدم أصحابها بوضع حد لحياتهم عن طريق شنق أنفسهم بحبل على جذوع الأشجار، مشيرين إلى أن أزيد من 90 بالمائة من الانتحارات وقعت في المدار القروي. وبخصوص الأسباب المحتلمة لاستمرار تسجيل حالات الانتحار في إقليمشفشاون، وفق الجمعويين، يُرجح أن تكون الظروف الاجتماعية الحالية في الأقليم والتي تتجلى في الهشاشة والفقر من أبرز العوامل التي تدفع عدد من الأشخاص إلى الانتحار. وأشارت المصادر ذاتها، أن عدد من القرى في إقليمشفشاون، تعيش أوضاعا ميعيشية واجتماعية صعبة، وفرض حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي عمق من هذه الأزمات، وبالتالي قد تكون هذه العوامل من بين الدوافع التي أدت إلى تفشي ظاهرة الانتحار. ويستدل الجمعويون على هذا الطرح، بتسجيل ارتفاع في حالات الانتحار بإقليمشفشاون بعد حوالي شهر من فرض الطوارئ الصحية، في حين لم يتم تسجيل أي حالات للانتحار في الأسابيع الأولى من انطلاق الطوارئ الصحية في البلاد. هذا وتجدر الإشارة إلى أن استفحال ظاهرة الانتحار في الأسابيع الأخيرة في إقليمشفشاون دفعت بالعديد من النشطاء المنتمين إلى المنطقة والمغرب وعموما، إلى مشاركة هشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي يحمل شعار "بغيناك تعيش"، للتحسيس بمخاطر الانتحار ومطالبة المسؤولين بالتدخل لإيجاد حل لهذه الظاهرة، وتوعية السكان بأهمية الحياة والحفاظ عليها.