دخل الفاتكان على خط قضية فصل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين عن المغرب بواسطة جدار إسمنتي مع تعزيز حضور الجيش والرفع من تسليح قوات الأمن، وهو المقترح الذي طرحه أمام البرلمان الإسباني حزب "فوكس" اليميني المتطرف مؤخرا، بعد أيام من عملية اقتحام جماعي لنحو 150 مهاجرا إفريقيا لحدود سبتة. ولم يتأخر الكاردينال كارلوس أوسورو، عضو مجمع الكرادلة في الفاتيكان ورئيس أساقفة مدريد، في الرد عن دعوى حزب "فوكس" الذي يضم العديد من المتدينين المسيحيين، قائلا خلال مشاركته في مؤتمر دولي بعنوان "السلام بدون حدود"، إن "الأفضل هو بناء المنازل عوض بناء الأسوار". وسُئل رجل الدين المسيحي عن رأيه في مقترح "فوكس"، ليجيب أن "الأسوار لم تجعل يوما العالم أكثر استقرارا"، مضيفا أنه "عوض الاهتمام ببناء الأسوار يستحسن أن يتم إعطاء الأولوية لبناء المنازل التي تقطن بعا الأسر وتشعر داخلها بالأمان والراحة". وأبدى ممثل الكنيسة الكاثوليكية بالعاصمة الإسبانية، عدم موافقته أيضا على دعوات الحزب اليميني المتطرف تعزيز تسليح عناصر الأمن على حدود سبتة ومليلية، قائلا "علينا جعل هذا العالم منزلا للناس وفق المعايير التي أرادها الله، لذلك وجب الشروع في نزع الأسلحة، التي يكون بعضها إديولوجيا". وكان حزب فوكس الممثل داخل مجلس النواب الإسباني ب24 عضوا، قد قدم مقترحا برلمانيا من أجل إحاطة مدينتي سبتة ومليلية بأسوار من الإسمنت المسلح، بهدف فصلهما نهائيا عن المغرب، معتبرا ذلك الوسيلة الأنجع لحل مشكلة تدفق المهاجرين غير النظاميين من خلال الأسلاك التي تفصل الجهتين حاليا. وأثار هذا المقترح ردود فعل سلبية داخل إسبانيا من طرف المنظمات الحقوقية وكذا الأحزاب اليسارية الممثلة داخل البرلماني، بل إن حزب "سيودادانوس" المنتمي ليمين الوسط عبر عن رفضه لهذه الفكرة وأعلن عدم التصويت للمقترح بالإيجاب. ويحمل "فوكس" تصورات متطرفة لقضايا الهجرة، إذ كان قد أعلن بعد انضمامه للتحالف الحكومي المحلي بإقليم الأندلس أنه سيعمل على طرد أزيد من 50 ألف مهاجر غير نظامي، كما سبق أن أبدى إعجابه بفكرة جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، معتبرا أن تطبيقها على حدود سبتة ومليلية سيوقف تسلل المهاجرين.