سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الموقف الفرنسي المرتقب من قضية الصحراء.. الدرداري: تهور قادة الجزائر قد يدفعهم لتكرار "السيناريو الإسباني" مع باريس، لكن ذلك سيجر الجزائر إلى قرارات قاسية
1. الرئيسية 2. تقارير الموقف الفرنسي المرتقب من قضية الصحراء.. الدرداري: تهور قادة الجزائر قد يدفعهم لتكرار "السيناريو الإسباني" مع باريس، لكن ذلك سيجر الجزائر إلى قرارات قاسية الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأثنين 29 يوليوز 2024 - 19:21 خلقت الجزائر حالة من الترقب في المنطقة، بعدما أصدرت وزارة خارجيتها بيانا كشفت فيه بأن فرنسا تستعد لإعلان موقف رسمي جديد في قضية الصحراء يدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع، وقد توعدت الجزائر في ذات البيان بنبرة تهديد بأنها ستستخلص "كافة النتائج والعواقب"، محملة المسؤولية لباريس. ولم يصدر عن فرنسا أو المغرب إلى حدود الساعة، أي بلاغ رسمي، بشأن هذه القضية، مما يجعل حالة من الترقب هي السائدة حاليا لما ستجود به الساعات أو الأيام المقبلة، وسط توقعات بأن تقدم فرنسا بالفعل على إعلان موقف داعم للمغرب في قضية الصحراء، مما يطرح تساؤلات حول رد الفعل الجزائري. وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد الدرداري، أستاذ العلوم السياسية ورئيس المرصد الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات، في حديث ل"الصحيفة"، بأن غضب الجزائر من الخطوة الفرنسية المقبلة في قضية الصحرء المغربية "غير مبرر"، مضيفا أنه "نظرا لطبيعة عقلية الحكام الجزائريين والاندفاع الزائد والقرارات المتهورة فإن السناريو الإسباني قد يتكرر مع فرنسا بذكاء انتقامي". غير أن هذا التهور، حسب الدرداري " سيجر الجزائر إلى دائرة الطوق الدولي وقرارات قاسية لا يفهمها الحكام الجزائريين حاليا، لاسيما وأن الفوضى وضرب المصالح الفرنسية وإرجاع الصفعة لفرنسا ستكون لها ما بعدها، فالتلاعب بورقة الغاز أو ضرب الشركات أو تعريض مؤسسات فرنسية أو مواطنين فرنسيين للخطر سيكون محددا لقرارات تنتظر الحكام الجزائريين". ويعتقد الدرداري "أن فرنسا أنهت علاقاتها المتدهورة مع الجزائر على مستوى القارة الافريقية، وتفطنت الى أن سلطات الجزائر تريد أن تركب على الحرب ضد المصالح الفرنسية"، مضيفا في هذا السياق، "كما أن زمن الوعود انتهى وأن الجزائر تتخبط بشكل خاطئ وستزيد من المخاطرة والمغامرة غير المحسوبة العواقب، وستزيد من جني العداء اذا لم تتراجع إلى ما وراء الخطوط الحمراء التي رسمها الذكاء السياسي والاقتصادي الفرنسي و الدولي". واعتبر الدرداري أن الخطوة الفرنسية المقبلة الداعمة للمغرب في قضية الصحراء يُقرب نزاع الصحراء "من نهايته، بحكم أن الجزائر صنعتها فرنسا وهي تعلم جيدا تاريخ المنطقة وتعلم حدود التراب المغربي الحقة، كما أن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء وإقرارها بأن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد الجدي والأنجع لهذا النزاع المفتعل". وأشار استاذ العلوم السياسية إلى أن المغرب "حقق مكتسبات سياسية وتاريخية" في قضية الصحراء "وتغلب من خلالها على التآمر والتضليل وانتزع اعتراف الدول، ومنها إسبانيا وألمانيا وعدد من الدول كما انتزع قرار الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء. بالإضافة الى عدد من الدول الافريقية وامريكا اللاتينية وآسيا". وخلص نفس المتحدث في هذا الصدد، بأن "فرنسا العميقة تعلم جيدا سياسة المغرب ومجالات التعاون، والرؤية المستقبلية المشتركة، وحجم الاستثمارات التي يقودها المغرب على المستوى الدولي، وتعلم أيضا مستوى التعاون المغربي الفرنسي في مجالات عدة، وأن الإعلان عن مغربية الصحراء بشكل رسمي سوف يكون له نقلة نوعية في تاريخ فرنسا على كافة المستويات. فالدول الكبرى تتواجد في افريقيا عبر بوابة المغرب وليس عبر بوابة الجزائر".