يبدو أن قرار حزب "الجمهورية إلى الأمام"، والذي ينتمي إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، افتتاح فرعا له في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية، أغضب الجزائر، ويظهر ذلك في مستوى المقالات المنشورة التي تنتقد قرار باريس الأخير. وبحسب بيان صادر عن ماري كريستين فيردير جوكلاس، المتحدثة باسم فريق حزب الجمهورية إلى الأمام في الجمعية الوطنية، فقد أكدت افتتاح الحزب لفرع له بمدينة الداخلة في الصحراء المغربية وآخر في مدينة أكادير.
وربطت بعض المصادر المحلية، "الأزمة الصامتة" بين باريسوالجزائر، بقضية الصحراء المغربية، واختلاف وجهات النظر في عدد من القضايا.
وفي هذا الصدد، يعتبر المحلل السياسي الجزائري، إسماعيل خلف الله، اليوم الاثنين، إن "توتر العلاقات الجزائرية الفرنسية الذي حدث مؤخرا، يرجع إلى دعم كتل سياسية محسوبة على الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لموقف المغرب في قضية الصحراء".
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، عن المحلل السياسي الجزائري، أن "هذا الاستفزاز فسرته الجزائر على أنه مقدمة لاعتراف فرنسي بسيادة المغرب على الصحراء، وهو ما ترفضه الجزائر التي تعتبرها قضية أممية تنظر فيها الأممالمتحدة وتنتظر أن يتم الفصل فيها عبر استفتاء عام، وعليه فإن جبر العلاقة الفرنسية الجزائرية ربما يتم من خلال معالجة هذا الملف".
وأوضح خلف الله أن "باريس تؤكد على أن حضورها في الساحل سيفقد شرعيتها ما لم يصاحبه الحضور الجزائري الذي يعطي فرنسا نوع من الشرعية الدولية، وأيضا نوع من المساعدة لأن الساحل لها حدود طويلة مع الجزائر ما يسمح للجزائر بأن تكون همزة الوصل لفرنسا مع الساحل".
وكان وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمون بون، قال إن باريس تريد "التهدئة" في العلاقات مع الجزائر رغم بعض التصريحات التي لا مبرر لها، وتأجيل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستيكس، للجزائر.
وأوضح أن تصريحات وزير العمل الجزائري، التي وصف فيها فرنسا بأنها "عدوة الجزائر التقليدية والدائمة"، لا تستحق استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر.
لكن كليمون أكد أنه لا يوجد مبرر لهذه التصريحات من قبل الوزير الجزائري، داعيا في الوقت نفسه لضرورة "التهدئة" بين الطرفين.
يشار إلى أن فرنسا تعتبر داعمة لمغربية الصحراء، حيث بعثت رسائل إيجابية، بحضورها "المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية"، والذي انعقد برئاسة المغرب وأمريكا، وشاركت فيه 40 دولة من مختلف قارات العالم، وكانت باريس البلد الأوروبي الوحيد الذي حضر هذا اللقاء الداعم لمغربية الصحراء.
ويراهن المغرب على الدور الفرنسي لفتح نقاش داخل المجلس الأوروبي لدفع القارة العجوز نحو تغيير موقفها الحالي من نزاع الصحراء والخروج من حيادها الذي أسهم في إطالة عمر هذا الصراع الإقليمي.