1. الرئيسية 2. تقارير تقارير إسبانية: موافقة أمريكا بيع أسلحة للمغرب يُبرز مكانة الرباط لدى واشنطن مقارنة بمدريد الصحيفة – محمد سعيد أرباط الخميس 13 أبريل 2023 - 15:49 تناقلت الصحافة الإسبانية على نطاق واسع موافقة الخارجية الأمريكية على بيع عتاد عسكري يتضمن أنظمة هيمارس (HIMARS) لفائدة القوات المسلحة المغربية، بقيمة مالية تتجاوز 520 مليون دولار، معتبرة أن هذه الموافقة إشارة أخرى على قوة العلاقات الثنائية التي تجمع بين واشنطنوالرباط في مجال الدفاع. وعادت الصحافة الإسبانية من جديد للمقارنة بين العلاقات التي تجمع كل من المغرب وإسبانيا بالولاياتالمتحدة، والإشارة إلى التفوق المغربي في تشبيك علاقات قوية وجيدة مع البيت الأبيض، على عكس مدريد، وقد ذهبت بعض التقارير إلى القول بأن موافقة الولاياتالمتحدة على بيع أسلحة متطورة أثبتت نجاعتها في أوكرانيا ضد القوات الروسية، هو تغليب لكافة الرباط على حساب مدريد. وسبق أن اتهمت الصحافة الإسبانية في وقت سابق، رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بالفشل في إحداث علاقات قوية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، واعتبرت أن واشنطن تنظر إلى المغرب الآن كحليف موثوق فيه أكثر من إسبانيا، بالرغم من أن إسبانيا عضو في حلف الناتو، مشيرة إلى أن اللقاءات بين المسؤولين الإسبان ونظرائهم الأمريكيين نادرة وقليلة منذ اعتلاء جو بايدن رئاسة البيت الأبيض. ولا تُخفي الصحافة الإسبانية قلق المؤسسة العسكرية الإسبانية من التحديث المتواصل الذي يقوم به المغرب لترسانته العسكرية، وصفقات التسلح التي يبرمها، خاصة بعد تطبيع الرباط للعلاقات مع تل أبيب وتوجيه المملكة المغربية أنظارها نحو إسرائيل لعقد اتفاقيات تسلح جديدة لتقوية الأنظمة الدفاعية للمملكة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "إلكونفدينسيال" الإسبانية، في تقرير نشرته في مارس الماضي، إن التحالف المغربي الإسرائيلي في مجال الدفاع والتعاون العسكري يثير قلق الأوساط العسكرية الإسبانية، وفق ما يؤكده الكثير من الخبراء والديبلوماسيين الإسبان، مشيرة إلى أن هذا التحالف الذي لم يكن متوقعا قد يؤدي إلى تغير ميزان القوى في غرب البحر البحر الأبيض المتوسط. وحسب ذات المصدر، فإن بدايات هذا التحالف تعود إلى أواخر سنة 2020 عندما توسطت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب لدفع الرباط وتل أبيب لتوقيع اتفاق تطبيع العلاقات الذي كان مقابله اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء. ورصد ذات التقرير كرونولوجيا التحالف العسكري الدفاعي بين المغرب وإسرائيل منذ توقيع اتفاق تطبيع العلاقات الثنائية، حيث تسارعت وتيرة توقيع الاتفاقيات العسكرية بعد ذلك، إضافة إلى تبادل الزيارات لكبار المسؤولين العسكريين من كلا البلدين، خاصة المسؤولون الإسرائيليون الذين حلوا بالعاصمة الرباط، مثل وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي وغيرهما. كما أشار نفس المصدر، إلى توقيع اتفاقيات عسكرية حصل المغرب بموجبها على عدد من العتاد العسكري الإسرائيلي المتطور، كما تم الاتفاق على إنشاء مصنعين لصناعة الطائرات المسيرة عن بعد من نوع "كاميكازي" بالمغرب، مما سيُعطي دفعة قوية للصناعة العسكرية بالمغرب. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، وفق الصحيفة الإسبانية، بل أن المغرب وإسرائيل وقعا العديد من الاتفاقيات للتعاون في المجال العسكري وتبادل الخبرات والتجارب، مما سيرفع من القدرات العسكرية للجيشين ويزيد من تجاربهما في التعامل مع الحروب والتهديدات العسكرية. واعتبرت الصحيفة الإسبانية أن كل هذه التطورات المتسارعة منذ تطبيع الرباط لعلاقاتها مع إسرائيل، تزامنا مع عملية التحديث المتواصلة التي تقوم بها الممكلة المغربية لتقوية وتجديد ترسانتها العسكرية، تُشكل كلها قلقا للأوساط العسكرية في إسبانيا، خاصة أن هذه التطورات تشير إلى إمكانية حدوث تغيرات كثيرة في ميزان القوى بين دول المنطقة.