مرة أخرى تؤكد إسبانيا أن اتفاقياتها مع المغرب وموقفها من قضية الصحراء المغربية، هي قرارات لا رجعة عنها، بالرغم من أن موقفها من قضية الصحراء هو سبب الأزمة مع الجزائر، وقد جاء هذا التأكيد عبر وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس. وقال ألباريس وفق أوروبا بريس خلال ندوة صحفية جمعته بنظيره البرتغالي في مدينة اشبيلية الإسبانية أمس الخميس، إن مدريد ترغب في تحسين وتقوية علاقاتها مع الجزائر، لكن دون أن يكون ذلك على حساب المغرب أو أن يكون ذلك عائقا أمام استمرار العلاقات الجيدة مع الرباط. وتماشى تصريح ألباريس مع ما صرح به رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في الأيام الماضية، عندما كشف عن وجود مساعي تقوم بها السلطة التنفيذية من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع الجزائر، مؤكدا على أن تكون هذه العلاقات جيدة على غرار ما هو قائم مع المملكة المغربية. وكان تصريح رئيس الحكومة الإسبانية قد فُهم من طرف الصحافة الإسبانية والدولية، على أنه يعني أن أي تحسن في العلاقات بين مدريدوالجزائر، لن يكون له علاقة بالروابط التي تجمع إسبانيا بالمغرب، بالرغم من أن سبب الأزمة القائمة بين الجزائر وإسبانيا تعود إلى موقف الأخيرة من قضية الصحراء المغربية حيث أعلنت مساندتها لمقترح الحكم الذاتي للصحراء وهو ما أغضب الجزائر. وتبقى مهمة إسبانيا في هذه السياق صعبة ظاهريا، حيث أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء دفع الجزائر لتقليص علاقاتها مع إسبانيا هو إعلان الأخيرة دعمها للمقترح المغربي لإنهاء نزاع الصحراء، وقدبدأت الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا ابتداء من 18 مارس الماضي، عندما أعلن رئيس الحكومة الإسبانية في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس، عن تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء وإعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية. وعلى إثر ذلك كان أول رد فعل جزائري تُجاه هذه الخطوة هو استدعاء سفيرها من مدريد للتشاور، معتبرة أن ما قامت به إسبانيا يخالف "القوانين الدولية"، ثم أتبعت هذا القرار بقرار آخر في أبريل بإنهاء العمل بمعاهدة الصداقة والتعاون التي تجمعها بمدريد وإيقاف المبادلات التجارية بين البلدين. ومن جانبها رفضت إسبانيا هذه القرارات الأحادية الجانب التي أقدمت عليها الجزائر، واعتبرت أن هذا تدخلا في الشؤون الداخلية لإسبانيا، ومن ذلك الحين لازالت العلاقات جامدة دون حدوث أي تطور، في الوقت الذي تطالب فيه إسبانيا بضرورة إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.