ماتزال الرسالة التي أفادها رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس، شهر مارس الماضي تثير غضب قيادة جبهة البوليساريو التي تنادي الفاعل السياسي في اسبانيا إلى التراجع عن دعم مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل واقعي لانهاء النزاع المفتعل. واوردت صحيفة "بوبليكو" أن جبهة البوليساريو طالبت بتوضيحات أكثر من رئيس الحكومة الاسبانية عن فحور الرسالة التي وججها إلى الملك محمد السادس، والتي انهت الأزمة الدبلوماسية بين الرباطومدريد، وعبر فيها فيها بيدرو سانشيز عن دعم بلاده للمغرب في مقترحه للحكم الذاتي بالصرحاء المغربية.
وبحسب الصحيفة الاسبانية، فإن ممثل الجبهة في إسبانيا، عبد الله عرابي،أكد أمس السبت، ببرلمان لاريوخا، إن البوليساريو تطالب حكومة مدريد بإعادة النظر في موقفها الجديد الداعم للمبادرة المغربية، داعيا البرلمانين إلى الاصطفاف مع أطروحة الجبهة، مشيرا إلى أن اسبانبا ماعاد بمقدورها لعب دور الوساطة لحل الملف، وفق تعبيره.
يذكر أن تغير الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية بعد عقود أغضب الجزائر، التي وصفته ب "الانقلاب المفاجئ". قائلة على لسان خارجيتها أنها "استغربت الانقلاب المفاجئ والتحول في موقف السلطة الإدارية السابقة بالصحراء".
في المقابل نفت إسبانيا أن يكون هذا القرار مفاجئاً لخارجية الجزائر، بل وأقرت بأن حكومة سانشيز قد أعلمت السلطات الجزائرية بموقفها قبل إعلانه.
من جهته، لا تتوقف الجزائر عن إرسال إشارات متناقضة إلى إسبانيا بشأن الاستمرار في ضخ الغاز إليها أو وقفه بسبب ما تقول الجزائر إنه توريد من مدريد لفائدة طرف ثالث، وهو المغرب. ما يفسره خبراء كرد فعل للنظام الجزائري على التطور الايجابي في العلاقات بين مدري والرباط. وفي ما يتعهد الرئيس عبدالمجيد تبون بأن الغاز سيستمر ولن يتوقف يأتي السفير الجزائري في إيطاليا عبدالكريم ظواهرية ليقول إن بلاده تفكر بجدية في قطع الغاز عن إسبانيا.