أعلنت السلطات البريطانية بمستعمرة جبل طارق، صباح اليوم الجمعة، عن نجاح فرق الانقاذ في شفط واستخراج 80 بالمائة من الوقود الموجود على متن سفينة الشحن الضخمة "OS 35" التي غرقت جزئيا بالقرب من شاطئ "كاطالان". وحسب مصادر بريطانية، فإن فرق الانقاذ اشتغلت ليل نهار من أجل تحييد الخطر الداهم المتمثل في تسرب وقود السفينة بمياه مضيق جبل طارق، وهو ما كان يُمكن أن يتسبب في كارثة بيئية كبيرة، خاصة أن خزانات السفينية تحتوي على 250 طن من الوقود، إضافة إلى كميات أخرى من مواد الوقود. وأضافت ذات المصادر، أن فرق الانقاذ نجحت في شفط 200 طن من الوقود من الخزانات، وبالتالي لم يبق على متنها حاليا سوى 50 طن، تجري محاولات شفطها أيضا، إضافة إلى استخراج المواد الوقودية الأخرى التي توجد بمخازن داخل السفينة. وقالت السلطات البريطانية بمستعمرة جبل طارق، إن عملية إخراج الوقود تجري في ظروف دقيقة من أجل عدم وقوع أي خطأ قد يؤدي إلى تسرب كميات كبيرة من الوقود إلى مياه البحر، مشيرة إلى أنه تم وضع حواجز بحرية من أجل منع امتداد ما تسرب من الوقود منذ يوم أمس الخميس. وكانت قد كشفت السلطات الإسبانية والبريطانية، يوم الثلاثاء الماضي، أن السفينة التي تعرض جزئها السفلي للغرق بشكل كامل تحمل إسم "OS 35" وهي متخصصة في شحن أعمدة الحديد، إلا أنها تحمل في نفس الوقت 400 طن من الوقود، وهو ما يهدد بوقوع كارثة بيئية في حالة وقوع أي تسرب. وأضافت ذات المصادر، أن سبب الغرق يعود إلى اصطدام وقع بين هذه السفينة وسفينة أخرى متخصصة في نقل الغاز الطبيعي المسال وتحمل إسم "ADAM LNG"، فتسبب الاصطدام في الغرق التدريجي للسفينة الأولى، الشيء الذي أحدث استنفارا في محيط الحادث. وحذرت العديد المنظمات المهتمة بالبيئة والبحار في إسبانيا من مخاطر تسرب الوقود في مضيق جبل طارق وما يُمكن أن يتسبب فيه ذلك من كارثة طبيعية بالمنطقة، خاصة على الحياة البحرية للأسماك والتأثير على جودة المياه. وكان مضيق جبل طارق قد شهد حادثا مماثلا في سنة 2008 بعد غرق سفينة وتسرب كمية كبيرة من الوقود، مما شكل تهديدا كبيرا للحياة البحرية للكائنات الحية، وقد وصلت تأثيرات تسرب الوقود إلى سواحل شمال المغرب ومدينة سبتةالمحتلة. ويُعتبر مضيق جبل طارق من المضايق الأكثر نشاطا في مجال الملاحة البحرية، حيث تعبر منه جل السفن الدولية المتخصصة في التجارة والشحن، ووقوع أي كارثة كبيرة سيلقي بتأثيرته السلبية على العالم بأسره.