جرى ممثل مجلس المستشارين لدى البرلمان الأنديني السيد المستشار عبد القادر سلامة، مباحثات مع السيد "فيديل ايسبينوزا ساندوفال"، الرئيس الجديد للبرلاندينو، والذي كان مرفوقا بالسيد إدواردو شيليكينغا، أمين عام هذه المنظمة الجهوية الهامة، وذلك يوم الخميس 26 ماي 2022 بالعاصمة بوغوطا. وفي مستهل هذا اللقاء، عبر السيد عبد القادر سلامة عن اعتزاز وارتياح رئيس مجلس المستشارين السيد النعم ميارة، وكافة مكونات المجلس لمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع البرلمان المغربي بالبرلمان الأنديني، مؤكدا على رغبة مجلس المستشارين في ترجمة المسار المتميز للعلاقات بين المؤسسة التشريعية المغربية ونظيرتها الأندينية إلى مشاريع عمل وخارطة طريق واضحة الأهداف والآليات. وفي نفس السياق أكد ممثل مجلس المستشارين أن انضمام المغرب إلى برلمان الأنديز يندرج في إطار خيار المغرب الاستراتيجي في مجال التعاون جنوب-جنوب بقيادةصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، حيث ذكر في هذا الصدد بالرعاية السامية لجلالتهلفعاليات منتدى الحوار بين مجالس الشيوخ والمجالس المماثلة والاتحادات البرلمانية الاقليمية والجهوية بإفريقيا والعالم العربي بنظيراتها بأمريكا اللاتينية والكراييب، وهو المنتدى الذي نظمه مجلس المستشارين برئاسة السيد النعم ميارة يوم الرابع من مارس الماضي، حيث استعرض في هذا الصدد الخطوط العريضة ل "إعلان الرباط عاصمة للتعاون جنوب-جنوب" الذي توج فعاليات المنتدى. كما كان اللقاء فرصة أكد فيها السيد المستشار عبد القادر سلامة، على أن انضمام البرلمان المغربي إلى هذه المؤسسة التشريعية الإقليمية جاء كذلك ليكرس القناعات الثابتة للمملكة بخصوص أهمية الدور المتقدم الذي تضطلع به التجمعات الإقليمية في سياق عالمي غير مسبوق وخصوصا التحولات السريعة التي يعرفها على إثر الانعكاسات السلبية لجائحة كوفيد 19 على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وأضاف أن مكانة المغرب والموقع الريادي الذي يحظى به في تعزيز التعاون جنوب-جنوب يؤهلانه ليكون بوابة متينة للانفتاح على القارة الافريقية بالنسبة لدول الأنديز ودول أمريكا اللاتينية ككل، مبرزا أن البرلمان المغربي، بمختلف مكوناته، تحذوه رغبة قوية في مواصلة العمل سويا مع هذه المؤسسة البرلمانية الإقليمية من أجل خدمة مصالح شعوب دول الأنديز والشعب المغربي، وعلى استعداد لدعم المشاريع التي أطلقها برلمان الأنديز لاسيما في مجالات الحكامة المحلية والإقليمية. من جهته عبر الرئيس الجديد للبرلمان الأنديني السيد فيديل اسبينوزا عن اعتزازه بحضور أعضاء البرلمان المغربي لفعاليات الجمعية العامة للبرلاندينو، و ما يشكله هذا الحضور من أهمية لتبادل وتقاسم الخبرات والاستفادة من التجارب الرائدة للمغرب وخصوصا في مجال الطاقات البديلة والسياسة المائية فضلا عن الاستراتيجية الوطنية لإدماج المهاجرين و تدبير القضايا المرتبطة بالهجرة بشكل عام. كما كان هذا اللقاء فرصة أكد فيها رئيس وأمين عام البرلمان الأنديني أن الدور الطلائعي الذي يلعبه البرلمان المغربي في تعزيز العلاقات مع بلدان منظومة الأنديز، هو ما جعل مكونات هذه الهيئة البرلمانية الجهوية تقرر بالاجماععقد أول دورة لها خارج دائرة البلدان الأعضاء،بالمملكة المغربية، داعين في هذا الصدد إلى استثمار هذه الزيارة من أجلالاطلاع عن قرب والمساهمة في التعريف بالتجارب الرائدة للمملكة في العديد من المجالات بما في ذلك تدبير القضايا المرتبطة بتدفقات الهجرة، والسياسة الفلاحية والزراعية، والطاقات المتجددة. وخلال هذا اللقاء استعرض واتفق الجانبان على مختلف القطاعات والتجارب والاهتمامات التي تشكل عماد برنامج زيارة مكونات البرلمان الأنديني للمملكة المغربية، الى جانبتباحث سبل ارساء اليات مؤسساتية للانفتاح والاستفادة من الاوراش التنموية الكبرى المفتوحة بالمملكة المغربية، وما توفره من آفاق واعدة لربط دول الانديز بالعمق الافريقي والعربي للمغرب كحلقة وصل متينة وذات مصداقية. تجدر الإشارة الى أن البرلمان المغربي وبرلمان الأنديز قد وقعا في يوليوز 2018 بمقر مجلس المستشارين مذكرة تفاهم ترمي إلى إرساء قنوات التواصل والتفاعل البرلماني من خلال تبادل الزيارات والخبرات والتجارب والمعلومات والوثائق. وبمقتضى هذه المذكرة، حصل البرلمان المغربي على صفة الشريك المتقدم لدى هذه الهيئة البرلمانية. ويضطلع برلمان الأنديز، الذي يتشكل من 25 عضوا منتخبا بمعدل خمسة برلمانيين عن كل بلد، بمهام تنسيق التشريعات وتسريع الاندماج بين دول الأنديز، التي تتكون من الشيلي، وكولومبيا، والبيرو، والاكوادور وبوليفيا.