قالت صحيفة "أوكيدياريو" الإسبانية، أن بيدرو سانشيز رئيس حكومة إسبانيا، أعطى أوامر خاصة لكل من وزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا، ووزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، بالعمل على تفادي أي أزمة جديدة في سبتة في الأيام المقبلة مع اقتراب احتفالات "الكريسماس". وحسب ذات المصدر، فإن تقارير أنجزتها الشرطة الإسبانية في سبتة، تتحدث عن وجود الآلاف من المهاجرين على مقربة من حدود سبتة، ينتظرون فرصة القيام باقتحام جماعي وصفته التقارير ب"التاريخي"، يفوق الاقتحام الذي حدث في ماي الماضي والذي أدى إلى دخول المئات من المهاجرين والقاصرين إلى سبتة. وفي ظل عدم وجود تواصل وعلاقات جيدة مع الرباط حاليا، فإن رئيس الحكومة الإسبانية يسعى لتفادي أي اقتحام جديد على سبتة قد يفجر أزمة جديدة مع المغرب، وبالتالي أكد في رسائل خاصة لوزير الداخلية ووزير الخارجية، تقول صحيفة "أوكيدياريو" أنها اطلعت عليهم، يحثهما على ضرورة اتخاذ ما يلزم لتفادي حدوث الاقتحام. وأضافت الصحيفة الإسبانية، أن غراندي مارلاسكا أعطى أوامر بانتقال عدد مهم من العناصر الأمنية الإسبانية إلى سبتة، من أجل دعم العناصر الأمنية الأخرى الموجودة هناك، وتكون على أهبة الاستعداد في حالة إذا ظهرت أي بوادر بتنفيذ اقتحام جماعي من طرف المهاجرين. وبناء على التقارير الأمنية التي أنجزتها الشرطة، فإن هناك توقعات باحتمالية أن يقوم المهاجرون بتنفيذ اقتحام جماعي كبير في الأيام التي تسبق احتفالات رأس السنة الميلادية، أو في ليلة رأس السنة، مثلما دأب الالاف من المهاجرين على القيام في السنوات الماضية. وكانت سبتة قد شهدت في السنوات الماضية، خلال احتفالات رأس السنة محاولات اقتحام جماعية كبيرة، حيث يعتقد المهاجرون أن مثل هذه المناسبات هي الأفضل للقيام بالاقتحامات وتجاوز حدود سبتة، على اعتبار أن هذه المناسبات تكون العناصر الأمنية مشتغلة بتأمين الاحتفالات، وبالتالي فإن المراقبة الحدودية تكون منحصرة في عناصر أمن الحدود الذي يسهل تجاوزهم. وأشارت الصحيفة الإسبانية، أنه بالرغم من أن الأزمة الديبلوماسية بين الرباطومدريد خفت حدتها عن السابق، إلا أن العلاقات لم تعد إلى طبيعتها بعدد، ولازال الكثير من الغموض يلف حقيقة العلاقات الثنائية بي الطرفين. هذا وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة ABC الإسبانية كان قد قالت في تقرير حول العلاقات المغربية الإسبانية الاسبوع الماضي، أن الرباط لازالت تنتظر "خطوة كبيرة" من مدريد من أجل "تطبيع" العلاقات من جديد بين الطرفين، وهذا هو السبب الذي يقف وراء عدم استئناف البلدين للعلاقات الطبيعية بالرغم من تبادل إشارات إيجابية عبر تصريحات مسؤولي إسبانيا والمغرب. وذكرت الصحيفة الإسبانية، أنه بالرغم من انتهاء الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، إلا أن مسؤولي البلدين لم يتوصلا إلا في مناسبتين، الأولى في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس مع نظيره ناصر بوريطة في 21 شتنبر، ثم الاتصال الثاني كان بين الطرفين أيضا عندما اتصل بوريطة بألباريس واعتذر له عن عدم المشاركة في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة في 28 نونبر. واعتبرت الصحيفة الإسبانية، أن هذا كل ما حققته إسبانيا من التقارب مع المغرب بعد انتهاء الأزمة الديبلوماسية، غير ذلك، فإن العلاقات لازالت معلقة بين الطرفين، حيث لازالت السفيرة المغربية المعينة لدى مدريد، لازالت في العاصمة الرباط ولم تعد لحد الآن إلى منصبها. وقالت ABC أن الرباط تنتظر تحركا إيجابيا يتمثل في خطوة مهمة وكبيرة من طرف إسبانيا لصالح المغرب، من أجل أن تعود العلاقات إلى طبيعتها السابقة، من قبيل أن تقدم إسبانيا على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، مثلما فعلت الولاياتالمتحدةالأمريكية في دجنبر الماضي خلال فترة دونالد ترامب.